رنّاتٌ من جرسِ الحياة
رمضانيات (4)
- معظمنا يعرف القصة الأسطورية عن ''سندريلا''. في القصة، في رأيي، حكمتان: الأولى، أن الفقراء والفلاحين من الممكن أن يرتفعوا لصفوف النبلاء والحكام. والحكمة الأهم، هي اليقظة الإدراكية للوقت، فتأخر ''سندريلا'' ثوان عن دقات ساعة منتصف الليل كادت أن تنكشف أمام الجميع. كن يقظا لكل ثانية في حياتك.
- يعرف الكثيرون قصة ''البطة السوداء''، حين فقست بيضة لبطة أم عن بطة سوداء وعوملت من جميع البط الأبيض بالحقران، فاضطرت لترك السرب. وفي رحلة شتاء قارس وجدت مجموعة من الأوز الجميل، فالتحقَتْ بها ورحبت بها وتعجبت. بعد فترة رأت انعكاس صورتها على صفحة ماء البحيرة ووجدت أنها صارت أوزة بيضاء فائقة الجمال، فهكذا فراخ البجع.. والعبرة أن ندرك أمرين: الصبر، وقوة تبدل ظروف الزمن.
- ما تراه العين هو المظهر، والمظهر مراوغ ومخادع. وما نراه بالقلب هو العاطفة، وهو دليل مشوش بقوة الحب أو الكراهية، وما نراه بالعقل هو المجرّد.. نحتاج الأدوات الثلاث حتى يكتمل حكمنا على أي إنسان، وأي شيء..
- طالما أبقينا شعلة الإيمان حيّة متوقدة في أرواحنا، فإن نور الحياة سيستمر، وطاقتها ستظل محتدمة ليأخذانا إلى دروب الآمال والطموح. شعلة الإيمان تمنحنا الثقة بالنفس عبر أنواء الحياة، فتجعلنا نحاول وضع مراسينا في مرافئ الأمان، ومن يرَ مرْسَى الأمان سيصل إليه. مرسى أمان الحياة هو النجاح!
- التواصل، والتفاعل الشخصيان أمران بالغا الحيوية في كيمياء الحياة. نحتاج إلى مبادرة بحملة كبرى لإنماء التواصل والتفاعل بين الأفراد: في البيوت، وفي بيئات العمل، وفي المدارس والجامعات، وفي المجتمع الكبير. حياتنا ستنفتح وستُثرى بمدى ما نعمل من أجل التواصل والتفاعل بين الناس.
- يجب أن نحمل بين صدورنا قلوبَ الأسود ونحن نواجه صعاب الحياة لنهزمها ونتخطاها، وأن نحمل بين جوانحنا قلوب الفراشات ونحن نتعامل مع الفقراء والمحتاجين، والأطفال.. والأمهات والزوجات والشقيقات.
- لا يستطيع أحد، مهما كان، أن يهرب من آلام المعاناة بأنواعها، هكذا طبيعة تنوع سلة الحياة. ولن يمكننا التخلص من رمال المعاناة المتحركة إلا إذا نسينا الوحل الذي يغرقنا، ووضعنا كل تركيزنا لمخارج النجاة.. إن التفكير في المعاناة وجعلها تسيطر على وجودنا هي بمثابة حجر نربطه على أقدامنا لنزداد غرقا!
- لا تضع كل قياساتك للنجاح في الحياة المفتوحة على الجوائز والدرجات وتقييم الآخرين، فكلها عبارة عن لجان أو حزم من الأسئلة والمواضيع المحددة. ضع كل قوتك الذهنية والجسدية والإيمانية بأي عمل تقوم به.. وسترى أن هذا هو الذي سيجعل لا شيء فوق رأسك يمنعك من رؤية السماء.
- عليك بروح المبادرة والابتكار ولو تطلبت قليلاً من المغامرة والمخاطرة، فهي السبيل الأهم للنمو بعناصر الارتقاء في حياتك. وهناك من لا يغامر ولا يخاطر قابعا في ظل جدوله اليومي ونظامه المحسوب، فيظل أخضر لا يذهب لونه، ولكنه اخضرار الشجرة الصناعية التي لا تثمر.. المبادرة والابتكار هما عنصرا الشجرة الطبيعية التي تثمر يوماً، وتسقط أوراقها أياماً!
- رغم تعقد علاقات الحياة العصرية، وتشابك مصالحها وتغير أنماطها وسرعة خطى تقنياتها وأثرها على طبائع البشر، يبقى عامل خالد لامع ينثر جمالاته كالسحر في علاقات البشر، عامل اللطافة!