رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إدارة المترو وثقافته

تخطو الرياض غداً أول خطوة باتجاه مترو الرياض. هذا حدث لافت، حجم المشروع وامتداده وعدد محطاته تجعله الأضخم خليجياً. مع ذلك لا بد من القول بأن وجود المترو يضع أعباء أساسية من أجل تشغيله بشكل مميز.
أول هذه الأمور: تتمثل في الإدارة الحصيفة لهذا القطاع، حتى لا يتحول هذا المشروع الحلم إلى نسخة من قطارنا العتيد الممتد من الرياض إلى الدمام، والذي تتلاحق حوادثه بشكل عجيب.
وثاني هذه الأمور: التدريب للكوادر المحلية وتهيئتها بشكل كامل، خلال فترة تنفيذ المشروع.
أما ثالث هذه الأمور: فيتمثل في إيجاد أنظمة وقوانين تحمي منشآت المترو ومعداته من العبث. وهذا يتطلب البدء في بناء ثقافة ووعي يتعلق بالحرص والغيرة على هذه المنشآت. هذه الثقافة وهذا الوعي تصنعهما أجهزة عدة تربوية وإعلامية وأسرية.
وحتى نكون صريحين، لا بد من الاعتراف أن مؤسساتنا التربوية لا تعطينا مخرجاتها أفرادا تحمل عقولهم وعياً وحساً وطنياً عالياً.
وهذه الفجوة التي تظهر في بعض التصرفات تحتاج من المسؤولين عن التربية والتعليم إلى تأمل وتدقيق وتساؤلات، محورها: لماذا لا توجد غيرة وحرص على المنشآت العامة؟
قبل افتتاح كورنيش جدة، تعرضت بعض مرافقه لتشويه متعمد، وعندما تطير على ''الخطوط السعودية'' قد تصادف كتابات على خلفية المقعد المواجه لك، ناهيك عن الكتابات على الجدران، هذا قليل من كثير من مظاهر التخلف التي لا تنسجم مع كوننا مجتمعاً تكاد ملامح الأمية تندثر فيه.
المشكلة أن أمية الوعي تتغلغل في ثنايا المجتمع، تاركة آثاراً يصعب الخلاص منها.
ليس عيباً أن يتم سؤال جيراننا في دبي، كيف استطاعوا الحفاظ على المترو نظيفا؟ وكيف تمكنوا من إلزام الناس هناك بعدم العبث به؟
يمكن اختزال الأمر في كلمة واحدة، هي: صرامة القوانين، والتطبيق الفوري للغرامات أو الذهاب إلى السجن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي