تصفية حسابات
أسهل تهمة يتلقاها من ينتقد هذه الجهة أو تلك هي: تصفية حسابات. لا يمكن أن يمر يوم، دون أن تسمع هذه العبارة أو قراءتها. هناك حالة تصالح مع هذه العبارة.
صغار وكبار في المنشآت العامة والخاصة تراهم يشعرون بالتهيب والارتياب من النقد. فكرة بناء علاقة قرابة ونسب مع المنشأة، تجعل النقد الإيجابي يغدو شتيمة. قوائم سوداء سرية يتم بناؤها لمن ينتقدون هذه الجهة أو تلك. وعداء ظاهر وباطن يتشكل. لسان حالهم يقول: أسمح لك أن تمدحني، ولكن لا تنتقد أي تقصير في منشأتي.
الإعلامي والكاتب يعيشون أزمة مع الجهات التي تقدم الخدمات للمواطنين. دوما الرؤية تتأسس على ضوء عبارة: تصفية حسابات.
البعض يتصور الكاتب، مشروع مرتزق صغير، يمكن أن يتم شراؤه بدعوة على حفلة عشاء، أو تذكرة طيران، أو حتى باستقطابه مستشارا في هذه الجهة أو تلك.
تكرست هذه الصورة مع الأسف، نتيجة عدم حرص بعض المنشآت الإعلامية على بناء صورة ذهنية بيضاء عن منسوبيها.
تتحمل هيئة الصحفيين السعوديين جزءا من عبء المسؤولية، إذ إنهم يسمعون ويرون الاتهامات التي توجه للإعلام والإعلاميين. لكن لا أحد يرصد ما تردده المنشآت، وبالتالي لن تجد دفاعا عن الصحافة والصحافيين كما يحدث في المجتمعات المتقدمة.
هيئة الصحافيين السعوديين هي الأخرى أصبحت حقلا أو مزرعة لا يشعر بفيئها إلا اللصيقون بها. وبالتالي صار لزاما على الصحافي والكاتب أن يدافع عن نفسه، وسط تغول الصورة الذهنية السلبية التي تكرست بسبب بعض المتعاونين المحسوبين على الوسط الصحافي، والذين يستثمرون الصحافة ويوجهونها لتحقيق مآرب تافهة.