السعودية أفضل بلدان مجموعة العشرين أداء
نشر صندوق النقد الدولي أخيرا بيانا صحافيا حول نتائج مشاوراته الثنائية السنوية مع المملكة، والتي أظهرت أن المملكة كانت من أفضل بلدان مجموعة العشرين أداء من الناحية الاقتصادية خلال الأعوام الأخيرة، وفي العام الماضي حققت نموا بلغ 5.1 في المائة الماضي نتيجة ارتفاع أسعار النفط ونمو الكميات المنتجة منه، فضلا عن زيادة مستويات الإنفاق الحكومي ونمو القطاع الخاص، كما أدت الفوائض المالية إلى زيادة مستوى الاحتياطيات الدولية على نحو متين.
حاليا ترتفع أهمية المملكة في الاقتصاد العالمي من خلال دورها الحيوي في استقرار السوق العالمية للنفط، فضلا عن أنها تعد إحدى أهم الدول المانحة في المنطقة، إضافة إلى دورها المهم كمصدر لتحويلات العمال إلى دول الأصل في العالم.
أعتقد أن هذا الأداء المتميز للاقتصاد السعودي لا يجب أن ينسينا حقيقة أنه يخفى أيضا بعض الاختلالات الهيكلية والتي لم تتعامل معها المملكة حتى اليوم على النحو المناسب، فعوامل قوة الاقتصاد السعودي حاليا، هي في الواقع عوامل كامنة للضعف الاقتصادي إذا ما انعكست الأوضاع في السوق العالمية للنفط الخام، ولذلك فالمطلوب في الوقت الحالي هو استخدام عوائد هذا النمو في رفع درجة مقاومة الاقتصاد السعودي للصدمات التي يمكن أن تنشأ عن تغير أسعار النفط من الناحية الحقيقية، وذلك من خلال التنويع الاقتصادي الأفضل وتخفيض دور الحكومة في الاقتصاد الوطني، وزيادة دور القطاع الخاص، وتعزيز العوامل التي يمكن أن ترفع من درجة تنافسية الاقتصاد السعودي.