المشاركات الأولمبية بالقَطّة
لا نعلم من المسؤول عما حدث في أنشون في كوريا الجنوبية للمنتخبات الأولمبية التي ذهبت كي تشرّف الوطن وتشارك باسمه, فما يخفى على الكثير أن هذه المنتخبات دخلت معسكرات إعداد ضعيفة بسبب عدم توافر الميزانية لديها، وعدم وجود الدعم من اللجنة الأولمبية، فقد تركت دون خطة إعداد ولا تدريب. ولولا الله ثم جهود إداريي هذه الفرق الذين ضربوا أروع أمثلة الوطنية الصادقة والإخلاص في العمل، ورأينا منهم المعنى والتصور العميق والصحيح لكلمة الغيرة على الشعار وسمعة البلد، لم تستطع هذه الفرق الوصول إلى كوريا.
يكفي أن يعرف الجميع أن منتخب الصالات شارك بعد أن قام الدكتور صلاح السقا بتوفير نفقات سفر البعثة كاملة وقبل ذلك تكفل بنفقات المعسكر الإعدادي من حسابه الخاص، وقام الجهاز الإداري لبقية الفرق بعمل مشابه، فمن يتحمل المشاركة "بالقَطّة" ؟ أيعقل هذا؟ ومن سمح بمثل ذلك؟ محمد المسحل أمين اللجنة الأولمبية ما دوره؟ وأين وعوده بالتطوير؟ هل ترضى يا أبا حسن بمشاركة المنتخبات الأولمبية بالقًطّة؟ لا أعتقد فنحن نعرف حرصك وإخلاصك ولكن من غير المناسب ترك سمعة الوطن بهذا الشكل فإن لم تسطع أمراً دعه إلى ما تستطيع. عرفناك شجاعاً وصريحاً فلا تسقط من أعلى البرج بل يكفيك أن تتركه إذا لم تتوافر المعطيات اللازمة والكفيلة بتحقيق النجاح.
صمتك إدانة فأنت مطالب بكشف الحقيقة ولا نعذرك حال استمرار سكوتك، فالرئيس العام لرعاية الشباب يجب أن يعرف خبر ما حدث فأنتما الاثنان في موقع المسؤولية، فكيف تذهب منتخباتنا للمشاركة خارجياً من غير أن توفر لها المبالغ المالية المترتبة على ذلك، فسمعة الوطن أسمى وأهم من المسميات مهما كانت ومن لا يراعي ذلك فهو كمن يخرق السفينة ويهوي بها إلى قاع المحيط.
ويجب تدارك الأمر سريعاً فنحن مقبلون على مشاركات أخرى فالبطولة الآسيوية بعد شهر من الآن وبطولة التضامن الإسلامي في إندونيسيا بعد شهرين، فهل ستستمر ميزانية القطة أم سيتغير الأمر ويتبدل؟ هل سنرى معسكرات إعداد وتوفير المعطيات اللازمة للنجاح فالمشاركة يجب ألا تكون جبراً وقدراً لا يمكن التراجع عنه فالمشاركة الإيجابية هي الهدف والتشريف لا يكون بالارتجالية والعشوائية التي تحدث الآن، ولكي تكتمل الصورة فاللجان المشكلة من أجل الإعداد للانتخابات الأولمبية تشتكي من قلة الدعم ولذلك فهي تعاني عدم تمكنها من القيام بعملها بالشكل المطلوب بسبب ذلك.
فالنداء موجه للرئيس العام لرعاية الشباب قبل أمين عام اللجنة الأولمبية بالتحقيق في ذلك ومعرفة من أين أتى الخطأ والتقصير، وإن كان هو ليس بمعزل عن سهام النقد والعتب فمثل هذا الخلل عبث بسمعة فرق تلعب بشعار وسمعة الوطن فيجب مراعاة ذلك وعدم التراخي فيه، ومتى رأوا عدم قدرتهم على القيام بالعمل فتركه لمن يحسن القيام به أفضل وأسلم، فهل سنرى على أرض الواقع عملاً يدعم ويؤكد ذلك أم تستمر مهزلة القَطّة يا شباب حاضرة في مشاركات المنتخبات الأولمبية الخارجية.