أهمل مرسي هموم الناس فلم يمهله الشارع
أساء الرئيس محمد مرسي تقدير حجم وطبيعة المشكلات الهيكلية التي تعانيها مصر، وأظهر تهوينا واضحا من أمرها عندما ألزم نفسه بمعالجتها في ظرف 100 يوم من توليه الحكم، فمر عام وأوضاعها تزداد سوءا.
أهمل الرئيس خمس ضرورات للحياة لا يمكن أن تستقيم دونها، ولو تركت في أعتى الدول الديمقراطية وأكثرها استقرارا عبر التاريخ لانفجر الناس بها مثلما يفعل المصريون اليوم. لقد أهمل أزمة الوقود بأطرافها الثلاثة، البنزين والسولار والغاز، فتحولت حياة الناس إلى جحيم عندما تشتد هذه الأزمات، وأهمل مشكلة الكهرباء دون السعي إلى إيجاد حلول طارئة للحيلولة دون انقطاع الكهرباء المستمر الذي يحول حياة الكثيرين إلى ظلام دامس. والأخطر والأهم من هذا كله أنه أهمل مشكلة الأمن الداخلي، وسمح بالانفلات الأمني أن يتسع عبر طول مصر وعرضها، فارتفعت معدلات الجريمة وقل احترام الناس للشرطة وتجرأوا على مراكزها، وفي المقابل فقد رجال الشرطة الصرامة التي كانوا يتسمون بها سابقا.
حتى لو افترضنا، وهذا أمر صحيح.
إن حل هذه المشكلات يتطلب وقتا وجهدا ومالا، فقد كان الأولى لمرسي أن يصارح الناس بطبيعة القيود التي تواجهها مصر في الوقت الحالي، وطبيعة الجهود التي يبذلها للتعامل مع هذه القيود، والوقت الزمني الذي يتوقع خلاله أن يتم حل هذه المشكلات بشكل واقعي. افتقد مرسي الشفافية في عرض المشكلات فتحول عدد كبير من مؤيديه ضده وها هي الشوارع تهدر بصراخهم اليوم.