المصارف السعودية: تراجع ملموس في شكاوى التحايل المالي والمصرفي

المصارف السعودية: تراجع ملموس  في شكاوى التحايل المالي والمصرفي

أكدت المصارف السعودية تسجيل تراجع ملموس في معدل تلقي البلاغات والشكاوى المتعلقة بمحاولات تعرض عملائها لعمليات تحايل مالي أو مصرفي، في الوقت الذي تتزايد فيه وتيرة العمليات المصرفية المنفّذة بواسطة القنوات الإلكترونية أو استخدام البطاقات الائتمانية على نحو قياسي، في دلالة على الثقة المتنامية لعملاء المصارف السعودية ببيئة التعاملات المصرفية المحلية، وكفاءة القنوات المُتاحة أمام العملاء لتلبية احتياجاتهم المصرفية.
جاء ذلك خلال حفل تدشين المرحلة الخامسة لحملة التوعية بعمليات الاحتيال المالي الذي أقامته المصارف السعودية يوم أمس الإثنين في فندق فورسيزونز الرياض، بحضور أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية طلعت حافظ، ومحمد اليامي والدكتور محمد العوض عضوَي فريق العمل الإعلامي والتوعية المصرفية وحضور جمع غفير من ممثلي وسائل الصحافة والإعلام.
ولفت حافظ في كلمته إلى أن المملكة العربية السعودية تمكنت من الحفاظ على مكانتها الريادية كواحدة من أكثر الأسواق العالمية أماناً وكفاءة في التعاملات المالية وتنفيذ العمليات المصرفية، وأقلّها تعرضاً لمحاولات التحايل والاختراق، مرجعاً ذلك إلى السياسات الحصيفة التي تتبناها مؤسسة النقد العربي السعودي والمصارف السعودية بغية تعزيز معايير الأمان لأنظمتها وقنواتها المصرفية، وإحاطة العملاء بأبعاد إضافية من الحماية المتقدمة لتمكينهم من تنفيذ عملياتهم المصرفية وتلبية احتياجاتهم براحة وسهولة ومرونة عالية.
وحول توقعاته بحجم محاولات التحايل المالي التي تشهدها السوق السعودية سنوياً، أكد حافظ أن تلك المحاولات ما زالت تمثّل الحدّ الأدنى من المعدلات المتعارف عليها دولياً، حيث لا تتجاوز تلك المحاولات خانة الألوف وفي حدودها الدنيا سنوياً بما في ذلك عمليات سرقة البطاقات الائتمانية أو الأرقام السرية والبيانات المصرفية والشخصية للعملاء، قياساً بمليارات العمليات المصرفية التي يتم إجراؤها سنوياً التي من ضمنها على سبيل المثال تنفيذ أكثر من 1.3 مليار عملية سحب نقدي فقط من أجهزة الصرف الآلي خلال العام الماضي، مشدداً على أن تلك الحملة تندرج ضمن المفهوم "الاحترازي والوقائي" لحملات التوعية، ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجود ظاهرة للاحتيال المالي تعانيها المملكة.
من جانبه، قال محمد اليامي عضو فريق الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية إن المصارف ماضية على طريق تحديث وتطوير بنيتها التقنية وتحفيز حجم التعاملات المصرفية الإلكترونية على اعتبارها تمثّل مستقبل النشاط المصرفي، وبفضل ما تتيحه أمام العملاء من آفاقٍ واسعة من المرونة والسرعة في الإنجاز والكفاءة في الأداء، معرباً عن ثقة المصارف السعودية بوعي العميل على اعتبار أنه نقطة الارتكاز في ردع محاولات التحايل وتقليص معدلاتها إلى الحدّ الأدنى.
وأشاد اليامي بالدعم المتواصل لمؤسسة النقد العربي السعودي في سبيل إنجاح مساعي المصارف وجهودها التوعوية، وكذلك بالتعاون البنّاء القائم بين المصارف السعودية ويمثّل مصدر اعتزاز وفخر للقطاع المصرفي السعودي في سبيل خدمة المجتمع وحماية حقوق العملاء وسمعة بيئة التعاملات المصرفية المحلية.
من ناحيته، أشار الدكتور محمد العوض إلى أن التزام المصارف السعودية المتكرر بإطلاق الحملة مع بداية موسم الصيف والإجازات يأتي بالنظر إلى ما يشهده هذا الموسم عادة من زيادة في حجم التعاملات المالية والمصرفية المرتبطة بغايات التسوق والسفر، الأمر الذي يحتّم زيادة جرعة الرسائل التوعوية لإعادة تذكير العملاء بأهمية الحفاظ على معلوماتهم المصرفية والائتمانية، وعدم إفشاء بياناتهم السرية وحصر تعاملاتهم المالية ضمن القنوات النظامية وغيرها من الرسائل التي من شأنها حمايتهم من أي محاولات للتحايل عليهم.
وألمح العوض إلى أن أبرز ما يميز المرحلة الخامسة من حملة "لا تفشيها" سعيها إلى تركيز رسائلها على أكثر محاولات التحايل شيوعاً وتعدد القنوات المستخدمة للوصول إلى أكبر شريحة وتعزيز التواصل مع العملاء، مضيفاً أن هذه الحملة تعدّ رديفاً رئيساً للجهود التوعوية المتواصلة التي تبذلها المصارف السعودية عبر قنواتها الخاصة.

الأكثر قراءة