رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


يوم المهنة وربط الابتعاث بسوق العمل

خلال الفترة الماضية عُقد في العاصمة الأمريكية واشنطن مهرجان سعودي يتم بموجبه تخريج مجموعة من الطلبة السعوديين الذين استفادوا من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وتزامناً مع هذه المناسبة عقد يوم المهنة، الذي عرضت فيه الشركات والدوائر الحكومية احتياجاتها من الكفاءات والتخصصات المختلفة بهدف تعريف المتخرجين بالفرص المتوافرة في سوق العمل، إضافة إلى التنافس بين الجهات المختلفة على الكفاءات المتميزة.
باستعراض الحقائق التي أشار إليها وزير التعليم العالي أثناء رعايته هذه المناسبة يتضح أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الذي يفتح هذه السنة مرحلته التاسعة خرّج حتى الآن 60 ألف طالب وطالبة في مختلف مجالات المعرفة، كما يبلغ المبتعثون الآن 140 ألف مبتعث، موزعين على عشرات الدول، ومع هذه الحقائق ندرك الأثر الإيجابي الممكن تحقيقه في تنمية البلد من هذه السواعد الوطنية التي يؤمل عليها الوطن الكثير.
إضافة إلى التأهيل التخصصي في المجالات كافة التي يحتاج إليها الوطن هناك فوائد جمة تتمثل في إجادة لغات الأوطان التي يدرس فيها المبتعثون قراءة وكتابة وحديثاً، إضافة إلى معرفة ثقافات هذه المجتمعات وما فيها من إيجابيات يمكن الاستفادة منها في وطننا أو سلبيات يمكن تلافيها والحذر منها. إن ثقافات المجتمعات فيها من الأسرار الشيء الكثير، واكتشافها يُعد مكسباً في حد ذاته، وهذه ميزة من مزايا تنوع جهات الابتعاث، ففي الوطن الواحد توجد إضافة إلى الثقافة العامة ثقافات خاصة تخص طائفة أو فئة اجتماعية.
معرفة النظم الإدارية وكيف تنتظم الحياة في أي مجتمع مكسب آخر يكتسبه الطالب من خلال معايشة الناس والبقاء في البلد فترة من الوقت، وقد لا يعرف هذه الأشياء من خلال الكتب التي يقرأها بعيداً عن المعايشة الفعلية.
انعقاد يوم المهنة في العاصمة واشنطن بحكم أن عدداً كبيراً يدرسون في الجامعات الأمريكية، لكن هذا يفترض ألا ينسينا المبتعثين الآخرين في الدول الأخرى الذين لهم ظروفهم واهتماماتهم وتطلعاتهم إلى إيجاد أماكن عمل لهم في سوق العمل التي تحتاج إليهم، وقد يكون من المناسب إعادة مقترح سبق لي عرضه في أحد مقالاتي في هذه الزاوية عند بداية برنامج الابتعاث، حيث أرى ضرورة استكشاف الحاجة الفعلية، واستشراف الحاجة المستقبلية في سوق العمل سواء الحكومي أو الخاص وربط الابتعاث بهذه التخصصات، كما أن ربط المبتعثين بجهات عمل من بداية الابتعاث فيه فوائد جمة، منها تشكل الانتماء الوظيفي لدى المبتعث ومنها شعوره بالطمأنينة، إضافة إلى متابعة الجهة التي ينتمي إليها من خلال التقارير التي تصلها حول مسيرته الدراسية.
تواصل وزارة التعليم العالي مع سوق العمل الحكومية والأهلية يمكنها من معرفة نوع الاحتياجات وعددها، وهذا يحقق نسبة ارتباط وتوفيق عالية بين الطالب وجهة العمل بدلاً من ترك المتخرجين يتيهون في قنوات البحث عن العمل المضنية والشاقة التي تشعرهم بالإحباط ومن ثم تكدس العاطلين في المجتمع، الذي قد يشكل مأزقاً اجتماعياً حرجاً لو حدث - لا سمح الله - خاصة أننا نقرأ عبر وسائط التواصل الاجتماعي شكوى وتذمرا من ندرة فرص العمل لحاملي شهادات جامعية وعليا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي