متى يتم الاستغناء عن العمالة المنزلية؟
نشرت "الاقتصادية" تقريراً عن التوصُّل إلى اتفاقية لتنظيم عملية استقدام العمالة المنزلية بين المملكة والهند. كلنا يعلم أن الدراسات التي أُجريت في هذا المجال كشفت بما لا يدع مجالاً للشك عن أن هناك الكثير من الآثار السلبية للعمالة المنزلية على الأسرة والمجتمع، بصفة خاصة عند تربية الأبناء والبنات على يد هؤلاء، نظراً لاختلاف ثقافتها وقيمها العامة عن تلك الخاصّة بدول الخليج، ومن حين إلى آخر تطالعنا الصحف بجرائم ترتكبها هذه العمالة وبعضها بالفعل خطير، فضلاً عن أنها أحيانا ما تسيء إلى سمعة المملكة بسبب الخلافات التي تحدث مع الدول الموردة لهذه العمالة حول الشروط اللازمة للاستمرار في توريد هذه العمالة.
من المؤكد أن بعض الأسر تحتاج إلى هذه العمالة نظراً لظروفها، كانشغال الزوجة أو حاجة أحد أفرادها إلى العناية الخاصّة، لكن أن تصبح الخادمة والسائق أحد الأركان الأساسية للأسرة في عالم اليوم، فهذا أمر لا شك غير معقول. فربة المنزل التي لا تعمل، لماذا تحتاج إلى الخادمة؟ ورب الأسرة الذي يقود سيارة لماذا يحتاج إلى سائق؟ بل الأسرة التي لديها خادمة لماذا تحتاج إلى أكثر؟ لقد أصبحت بعض الأسر تتباهى بعدد الخدم لديها باعتبار ذلك أحد أشكال الوجاهة الاجتماعية. إن ثقافة الاعتماد على العمالة المنزلية هي ثقافة دخيلة، ولا شك أنها في حاجة إلى الترشيد والتوجيه السليم حتى يأتي اليوم الذي نتخلص فيه من إدمان العمالة المنزلية؟