برامج الصيف.. خيارات محدودة رغم كثرتها

يطل علينا الصيف من كل عام بفترة إجازة طويلة للطلاب وأسرهم. بعض الأسر تجد فرصتها في الترحال والسفر للسياحة الخارجية للاستمتاع بالطبيعة أو المقومات السياحية التي تمتلكها كثير من الدول ومنها دول الجوار. وكثير من الأسر لا تسمح لهم الظروف بالسفر إلى الخارج، فيبقى خيار السياحة الداخلية أو الإقامة في مدنهم هو الخيار المتاح لهم خلال فصل الصيف.
وخلال فصل الصيف تجتهد كثير من مدننا في تكرار برامج الصيف السنوية المستنسخة من مدينة أو مدينتين، وتنفق عليها الأموال الطائلة في سبيل إنجاح الموسم الصيفي أو جذب أكبر عدد من الزوار للاستمتاع بأوقات الصيف رغم صعوبة الطقس، وعدم توافر الإمكانات السياحية في كثير من مدننا.
ما تنفقه إمارات المناطق بالتعاون مع الجهات الخاصة والعامة سنويا، كفيل بتأسيس مدن سياحية متخصصة في تقديم السياحة والترفيه للأسرة، وتكون عامل جذب للسياح من دول الجوار الذين تلبي لهم التركيبة الثقافية والمجتمعية ما يأملون فيه من سياحة محافظة.
السياحة والترفيه ليست فقط برامج تسوق، أو ألعاب أطفال أو برامج توعوية تقدم في كل مدينة من مدننا. احتياجات السياحة تبدأ من توفير فرص التنقل السلسة والمريحة، وتوفير المسكن المناسب، ثم توفير البرامج السياحية التي تناسب مختلف الأعمار.
كثيرة هي الأمور التي تحد من فرص نجاح السياحة المحلية، ابتداء من مطاراتنا التي لا تتناسب مع الكثافة السكنية أو حجم الطلب على خدمات السفر والتنقل. خدمات شركة النقل الجوي الوطنية التي لا تتوافق مع حجم الطلب أيضا، إضافة إلى المساكن التي لا ترقى إلى أن تكون مقرا مريحا للمسافر.
علاوة على كل ذلك تأتي برامج الصيف مكررة على طول السنة، فلا نرى ما يميز الصيف عن بقية مواسم العام. برامج الشتاء كبرامج الصيف الفارق الوحيد هو في طول فترة برامج الصيف ونوعية الملابس التي نرتديها في هذا الفصل.
لا أعلم إذا كانت الجهات المنفذة لهذه البرامج أو الهيئة العامة للسياحة والآثار تقيس مدى رضا المصطافين أو المستفيدين من البرامج السياحية كل عام، أم أنها مجرد إنفاق ولا يتحقق منها أي عائد أو أي نية لتطوير برامج ومواقع تتوافق مع احتياجات الأسر المحلية والأسر القادمة للاستفادة من هذه البرامج في مجالات الترفيه والسياحة، وفي خلق فرص العمل المؤقتة والدائمة من خلال دعم المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، والمساهمة في تأسيس المشاريع الكبيرة التي ينتظر منها الكثير دعما للسياحة وللاقتصاد الوطني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي