من ينتصر .. هيئة الاتصالات أم تطبيقات الاتصال الحديثة؟
نشرت "الاقتصادية" خبراً عن إيقاف هيئة الاتصالات تطبيق "فايبر" للاتصال المجاني استناداً إلى أنه بوضعه الحالي لا يفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية في السعودية، وأمس نشرت "الاقتصادية" أيضاً خبراً عن قرب احتجاب تطبيق "واتس آب" للمراسلة المجانية للسبب نفسه. كذلك أعلنت الهيئة أنها ستقوم باتخاذ الإجراء نفسه لأي تطبيق آخر للسبب ذاته.
فضاء الاتصالات المجاني الذي نشأ عن ثورة الإنترنت في العالم لا يمكن السيطرة عليه أو إخضاعه لتنظيمات تحد من استخداماته أو وصول المستخدمين إليه، ولدى مثل هذه التطبيقات عشرات السبل التي يمكن من خلالها تلافي القيود التي تفرضها هيئات الاتصالات القومية والوصول في النهاية إلى المستخدم، فالتكنولوجيا الحديثة أنهت ذلك العصر الذي تمارس فيه الهيئات هيمنتها على الفرد أو خياراته.
ما الحل إذن؟ ليس أمام هيئة الاتصالات سوى التسليم بحقيقة أن الحجب ليس هو الخيار الأمثل في مثل هذه الحالات، لأن انتهاء تأثير الحجب لن يكون سوى مسألة وقت حتى تتوصل هذه التطبيقات إلى حلول تمكنها من الالتفاف على الحجب والوصول إلى المستخدم خارج نطاق سيطرة الهيئة. الأفضل إذن أن تستمر الهيئة بالسماح لمثل هذه التطبيقات، وفي الوقت ذاته تحاول الهيئة ذاتها التوصل إلى السبل التي تمكنها من الوصول إلى أهدافها التي تلجأ إلى الحجب بسببها، بهذا الشكل تكون الهيئة قد حققت أغراضها ولم تحرم المستخدم من حرية الوصول إلى مثل هذه التطبيقات المجانية.