رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


جمعية لمبتعثي برنامج خادم الحرمين .. متى نراها؟

لقد ساوم البعض على عدم نجاح برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، لكن الأعداد الكبيرة من الخريجين خير دليل على نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه. لكن بقي الأهم وهو أن بعض الجهات الحكومية والخاصة تتعامل مع خريجي البرنامج وكأنهم أيتام، ولن أقول على مائدة اللئام، كما يردد بعض الخريجين. فالعديد من القطاعات الحكومية لا تحاول الاستفادة من خريجي البرنامج بدعوى واهية ليس المجال للوقوف عندها. لا شك أن التخصصات التي تبناها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي تم اختيارها وفق دراسات تقول وزارة التعليم العالي إن حاجة سوقي العمل الحكومي والخاص كانت المعيار الأول في اختيارها. لكن أصبح بعض هؤلاء الخريجين بعد سنوات من الجد والاجتهاد ونيل شرف التخرج يعانون بطالة أدت إلى أن يشعر الكثير منهم بالإحباط. كما أن بعض خريجي البرنامج قدمت لهم عروض وظيفية لا تتناسب مع شهادة الثانوية، فضلا عن أن تتناسب مع المؤهلات العلمية التي يحملونها. هذه الحقيقة قادت بعض هؤلاء الشباب للعمل لدى دول خليجية أخرى وفي وظائف مرموقة واستراتيجية في الوقت الذي لا تزال فيه تلك الوظائف لدينا مشغولة بغير السعوديين! وفي الجانب المقابل نجد أنه في حالات كثيرة يعمل غير السعوديين في وظائف لا تتناغم مع المؤهلات العلمية التي يمتلكونها! فمع الأسف، هناك بون شائع بين رؤية خادم الحرمين الشريفين عندما دعم برنامج الابتعاث وبين بعض التنفيذيين غير المؤهلين الذين يعتبرون تعيين الكفاءات الوطنية يشكل خطرا على أعمالهم ومستقبلهم الوظيفي على المدى الطويل.
أما بالنسبة إلى القطاع الخاص، فقد كان الحديث في السابق عن أن مؤهلات الشباب السعودي لا تتناسب مع احتياجات سوق العمل، كما أن الشباب السعودي لا يمتلك فن التواصل باللغة الإنجليزية. وما إن عاد شبابنا بالمؤهلات المطلوبة وتمكنوا من فنون التخاطب بلغة العصر حتى تغيرت المتطلبات بشكل جذري، وأصبح الحديث الآن أن مؤهلات الشباب أعلى من مؤهلات وحاجات سوق العمل. فقبل أسبوع ذكر مؤسس مركز الرياض للتوظيف الدكتور طراد العمري لـ "العربية" أن 11 ألف سعودي من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي قاموا بالتسجيل في المركز بهدف التوظيف. مع الأسف - أن خريجي برامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لا توجد لهم جهة رسمية تتابع همومهم وتطلعاتهم بعد تخرجهم. وكنت قد كتبت مقالا قبل أكثر من سنتين دعوت فيه إلى تأهيل خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين بعد عودتهم إلى ديارهم من أجل ضمان تأقلمهم مع حياة ما بعد الابتعاث - إن صحت التسمية - لكني الآن أجدد الدعوة، لكن ليس فقط عبر برنامج تأهيلي، إنما عبر جمعية تنطق بصوتهم وتكون الوعاء الحاضن لهم، خصوصا أن التوقعات تشير إلى أن عدد الباحثين عن الوظائف من خريجي برنامج الابتعاث الخارجي بنهاية العام الجاري سيصل إلى 25 ألفاً، منهم خمسة آلاف سبق تخرجهم في الأعوام الماضية، وعشرة آلاف سيتخرجون بانتهاء العام الجاري 2013 كما ذكر موقع "العربية نت".
لذا فإني أدعو وزير التعليم العالي شخصيا لتبني تأسيس جمعية لمبتعثي خادم الحرمين الشريفين، تركز اهتمامها حول مبتعثي البرنامج وتكون الصوت الناطق عنهم. كما يمكن للجمعية أن تقدم لوزارة التعليم العالي المشورة اللازمة حول آليات تطوير عمل البرنامج، خصوصا أن خريجي البرنامج لديهم خبرات تراكمية اكتسبوها أثناء فترات ابتعاثهم. كما يمكن للجمعية أن تكون حلقة الوصل بين الشباب وحاجة سوق العمل والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الاختصاص. كما يمكن للجمعية أن توفر امتيازات لأعضاء الجمعية وتكون الصوت العالي لتبني هموم وتطلعات هؤلاء الشباب، بحيث تكون بمثابة البيت الذي يعبر وبتقارير حقيقية عن واقع خريجي البرنامج، سواء الذين مكنهم البرنامج من الوصول إلى أعلى المناصب في القطاعين العام والخاص أو حتى أولئك الشباب الذين لا يزالون يصارعون من أجل إثبات قدراتهم. كما يمكن للجمعية أن توفر الاستشارات النفسية والعلمية لخريجي البرنامج.
وفي الجانب الآخر، يمكن للجمعية أن تمد الجزرة للجهات التي تتعاون معها وتسهم مع الجمعية في تحقيق أهدافها عبر تأسيس قسم في الجمعية يعتني بأصدقاء برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. هذا القسم يمّكن هؤلاء الأصدقاء من أن يحظوا بتكريم سنوي من قبل الأب الحقيقي لخريجي البرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب فكرة البرنامج والداعم الأول لكل ما فيه مصلحة وخير لشباب هذا الوطن.
وقد يقول البعض إن مسؤولية وزارة التعليم العالي انتهت بتأهيل هؤلاء الكوادر الوطنية بسلاح العلم. هذا صحيح لكن الكثير من المبتعثين يقرون بحقيقة أن وزير التعليم العالي من أكثر الداعمين للطلبة المبتعثين ودائما ما يقف في صف المبتعثين ويسهل إجراءاتهم. كما أن وزارة التعليم العالي آمنت بقدرات هؤلاء الشباب واختارتهم بعناية قبل الابتعاث ولا شك في أن إيمانها زاد بعد أن حققوا النجاح والعودة لأرض الوطن بالمؤهلات العالية. لذا فإنني أكرر الدعوة لوزير التعليم العالي لتبني مثل هذه الجمعية التي لا شك ستكون لبنة في مسيرة الابتعاث ودعم المبتعثين.
لا شك أن وزارة التعليم العالي لها جهود مشكورة، خصوصا في الإعداد ليوم المهنة، الذي يسهم بشكل إيجابي في استقطاب الشباب المؤهل لسوقي العمل الحكومي والخاص، لكن مع التزايد الكبير لأعداد للخريجين فإن الحاجة الآن ليست إلى يوم واحد، بل إلى عمل تكاملي متواصل خلال العام، فالجمعية ستكون بمثابة الأب الحقيقي لهؤلاء الشباب بدلا من أن يردد مبتعثو البرنامج أنهم أيتام على مائدة اللئام، فالحاجة إلى الجمعية أصبحت ضرورية .. فهل يا معالي الوزير تضع اللبنة الأولى لها؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي