رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أنديتنا والشقيري وبرشلونة

تابعت برنامج المبدع أحمد الشقيري الذي كرس جهده في كيفية تطوير الذات وتفعيل الجانب الجميل فيها في الرقي تعاملاً وثقافة مع الذات ومع الآخرين قبل ذلك. وكان يتكلم عن زيارته لنادي برشلونة الإسباني وكيف أنبهر وبهرنا معه بجودة التنظيم وتوزيع الدوار على منسوبيه من خلال إيجاد روافد حقيقية للدخل، ومن ثم تطرق ببرنامجه للدور الحيوي للنادي في التعامل مع زائريه فالمتحف شيء يفوق الوصف فلم يسخر لتمجيد الأشخاص ولا للبحث عن تاريخ لاعب معين وغض الطرف عن آخر فالنادي يقدم تاريخه بكل تفاصيله ومن ثم يتيح لك الفرصة من أجل التقاط الصور والتي قدرها بـ 300 ألف صورة في العام مقدمة ما يزيد على 15 مليون ريال كقيمة للصور الملتقطة في المتحف فقط، والذي يستقبل الوفود من الطلاب في زيارات يتم تنظيمها بشكل رائع، فالقائمون على التربية يؤمنون بحاجات الصغار ومدى رغبتهم في التعرف على أسرار معاقل كرة القدم التي تقدم لهم المشاهير والنجوم، ولم يكتف بذلك بل أخذنا الى ما هو أبعد من المتحف تجاه المول التابع للنادي والذي يقدم لمرتاديه كل ما يرغبون في اقتنائه بشعار فريقهم المفضل سواء اللبس الرياضي أو حاجاتهم اليومية من لبس وشنط. ومما زاد في الأمر إعجابا وجود مواد غذائية عليها شعار النادي، حيث قدر دخل النادي الكتالوني من المبيعات بـ 150 مليون ريال سعودي فقط، وكم كان المنظر جميلاً وهو يعرض بيتا بقي صامداً وسط مشاريع برشلونة المتنوعة لم يرغب صاحبه في أن يبيعه فترك ولم ينله شيء من السوء بالتعصب ضد النادي فقد ظل علماً بارزاً يشير إلى أن السلطة القوية للنادي وأعضائه لا تتعدى على حريات ورغبات الآخرين.
كم هي جميلة الأندية حين تفعّل دورها الاجتماعي وتتفاعل مع منهم حولها، والأجمل حين يشعر الجميع بضرورة هذا الدور ويكملون الجهد المبذول فنرتقي بتقديم نماذج مشابهة لتلك التي نراها لدى الآخرين.
ولماذا عنوان الصيف البارز لدينا هو السكون والصمت وكأننا اختزلنا الأندية في النشاط الرياضي فقط!، لماذا لانفعّل الأندية كي تستطيع تقديم خدماتها لمرتاديها طوال العام؟، ولكي نصل للحل يجب أن نجمل المعوقات في نقاط، هي:
1- عدم وضوح النظرة الإيجابية تجاه الأندية عند الكثير ولذلك ظل معزولاً عن المجتمع ومقيداً بالسلبية وجعله مكاناً خصباً لكل الإسقاطات السلبية.
2- بعد الكثير من رواد الثقافة عن دخول الأندية فبقيت الصورة عنها أنها مجرد تسلية ومضيعة للوقت لا فائدة فيها.
3- رغم وجود بعض الحراك الإيجابي خلال السنتين الأخيرتين لكن مازال التعصب يلقي بظلاله ويغرس الكراهية والتنافر بين الرياضيين بكل قوة، والعجيب أن هناك من يصر على أن الرياضة دون تعصب لا طعم لها.
4- عدم وجود بوادر إيجابية من الأندية لتفعيل دورها الاجتماعي البعيد عن التنظير والمثالية الزائفة تقدم لنا نماذج كفيلة بتغيير النظرة السلبية في السنوات السابقة.
5- شح الدعم المادي واقتصاره إن وجد على الجانب الرياضي فقط بل يكاد ينحصر في عقود لاعبي كرة القدم فقط وتهميش الجانبين الثقافي والاجتماعي.
فمتى نرى الشقيري يقوم بزيارة لأنديتنا ليقدم ما يوازي ما قدمه لنا في برشلونة ونرى شبابنا تم احتواؤهم بعيداً عن محاضن السوء الفكرية والعقدية سواء بالتفحيط أو المخدرات أو أرباب الفكر الضال، ما يحدث حولنا يبرز أهمية وجود أماكن ترعى شبابنا وترعاهم خصوصاً في الصيف الفترة التي تكسل فيها الأسرة بسبب قلة المناشط أمامها من جانب، ومن جانب آخر قلة الوعي بأهمية الترفيه والترويح لدى الكثير بعد عام من التعب والكد في التعليم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي