رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أثبت أنك تملك جوهر الشباب.. اكتشف

..لا شك أن ماركو بولو الإيطالي الفينيسي، ويقال أيضا إن أصله كرواتي لما كانت كرواتيا تابعة للإمارة الفينيسية. الشاب الذي في القرن الـ 13 عبر صحراء تاكليمكان الخرافية ذات الكثبان البرجية العجيبة والهائلة, واسمها يعني حرفيا: "اذهب.. ولن تعود أبدا"، خلال رحلته التي استمرت أكثر من سنتين بين فينيسيا والصين، وعقد اتفاقيات تجارية تبادلية مع حاكمها الإمبراطور المغولي قايتباي. وكان أبوه وعمه قد سافرا قبله وعقدا اتفاقية مشابهة مع الإمبراطور نفسه - إلا أن الشاب الصغير ماركو بولو هو الذي سجل أكبر مغامرة في اعتماد ما يسمى طريق الحرير للتجارة العالمية في العالم المعروف في زمانه. رحلة ضمن ملحمة رحلات استمرت 24 عاما، ألهبت خيال الأوروبيين وجعلتهم يهيمون بتصانيف وخيالات شرقية لم يعهدوها من قبل. لا أحد يعلم أبدا على وجه الدقة حقائق الرحلة، فهناك أكثر من 150 قصة مختلفة كتبت عن المكتشف نفسه والرحلة نفسها. ولكن يتفق الجميع على أنه خرج شابا وغيّر كل ما عرفه الأوروبيون إلى الأبد.
وخرج الشاب ابن بطوطة، الذي يعتبر أكبر وأهم رحالة مكتشف في التاريخ، بعد رحلات ماركو بولو بقرابة 30 عاما. وعندما أذكر أنه أهم وأعظم رحالة، فهو ليس من عندي ولكن من المصنفات الغربية عنه، بل إن العريقة الجغرافية العالمية "ناشيونال جيوغرافيك" قالت عنه: "المسلم الذي خط الكتاب حول الترحّل العالمي" أترجمها من المجلةThe Muslim who wrote the book on world travel. غادر الشاب الصغير بلده المغرب من طنجة تحديدا واستمر في ملحمة أعظم من ملحمة ماركو بولو ولمدة طالت ثلاثة عقود، حتى أنه رجع لأهله كهلا. اكتشف وترحّل معظم العالم المعروف.. إلا بلده المغرب. وأيضا يجري على قصة ابن بطوطة ما جرى على قصص ماركو بولو، فهي كتبت إملاءً من ذاكرة ابن بطوطة، وخالطها كثير من تلون الحقائق. في بعض رواياته خلط وتوهم كقصته عن امرأة بثدي واحد في جزر إندونيسيا وامرأة لها ثديان أحدهما للحليب والآخر ضامر، وقصص أعجب. وطبعا الرجل لا يكذب ولكن ربما يتهيأ له ذلك بطريقة الأزياء التي تلبسها تلك النساء الغريبة عليه، وفي الوقت ذاته سجّل معلومات أنثروبولوجية مذهلة في إفريقيا وتركيا والهند وأنحاء الصين. الجميع يتفق على أنه خرج شابا صغيرا من طنجة ليقطع مسافات لم يتجرأ أحد منذ بدء التاريخ حتى أن يفكر فيها.
وأحدثكم عن مكتشف آخر ربما أكثركم لم تسمعوا عنه من قبل، وهو ما وصف بأعظم ملاحي العالمي المستكشفين التاريخيين أهم من كولومبس ودي جاما وماجلان، الذي وصفته أشهر دوريات الجغرافيا والأنثروبولوجيا "ناشيونال جيوغرافيك" بأن إنجازه خرافي، وأردفت: "لو أن هوليوود أنتجت عنه فيلما موثقا واقعيا لما صدقه أحد". وذلك لعظم الإنجاز. كان قائد القوات البحرية الصينية الشاب المسلم "زنج - هي" الذي قاد أسطولا ماردا لا تحلم به أكبر إمبراطوريات أوروبا، بسفن خشبية لم ترَ عينُ الإنسان حتى ذاك الوقت في جبروت حجمها وهيبة تصميمها، بل يصف كتاب التاريخ البحري الأوروبي أن أسطول "زنج - هي" في أول سنوات القرن الثالث عشر، قزَّم كل أساطيل أوروبا مجتمعة. ويقول الكتاب وتؤيده المجلة الجغرافية العالمية العتيدة، إنه قد يكون وصل لسواحل القارة الأمريكية قبل كولومبس، ومسح السواحل والممرات البحرية في المحيطين الهادي والهندي عبر بحري الجزيرة العربية وكل الساحل الشرقي الإفريقي، وسيَّدَ الصينَ على البحار. وهناك سرٌ آخر عن "زنج - هي"، لكني لن أخبركم به، سأبقيه بيني وبينه. لقد اتفق الجميع على أنه قاد الأسطول في ريعان الشباب.
أنتم المكتشفون أيها الشباب، أنتم من يغير العالم، أنتم من يصنع واقعا جديدا، وبغير هذه الصفات تنقص قيمة جوهر اليفاعة والطاقة والطموح والفورة الشبابية.. إن من يقول: إن هناك من يضع أمامي العراقيل، أو يمنعني من الطموح والإنجاز، أو يؤثر في حياتي فلا أتقدم، هم من لا تتقد في قلوبهم مولدات الشباب الحقيقي.
لمّا انطلق المكتشفون الشباب في كل مجال وميدان منذ بدء التاريخ المكتوب إلى يومنا هذا، لم يكن في أذهانهم الخوف من العراقيل والمجهول، بل مضوا في رحلاتهم الحياتية الاستكشافية تحديا للعراقيل وتصديا للصعاب وكشفا للمجهول!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي