برنامج صيفي للطلاب ..في المناطق السياحية
في كل عام ومع بدء الإجازة الصيفية للطلاب ترتفع الشكوى من الضياع الذي يهدّد الطلاب، وبالذات طلاب المرحلتيْن المتوسطة والثانوية، الذين يعيشون مرحلة المراهقة وهي من أخطر المراحل العمرية.. وتظل تلك الشكوى تدور في وسائل الإعلام عبر مناقشات نظرية دون تقديم حلول عملية - كعادتنا - مع جميع القضايا التي تطرحها البرامج الحوارية الساخنة!
وموضوعنا اليوم مقترح عملي لا يعتمد على النظريات التي يصعب تطبيقها، وإنما يمكن إذا وجد الدعم من جهات ثلاث أن ينفذ كمشروع تجريبي مختصر اعتباراً من العطلة الصيفية للعام الدراسي القادم.. ويتلخص المقترح في وضع برنامج وطني للتدريب الصيفي لمجموعات مختارة من طلاب المتوسطة والثانوية، حيث يكون التدريب لمدة ستة أسابيع أو شهرين ويتم في المناطق السياحية في بلادنا ولنبدأ بثلاث مجموعات في أبها والطائف والباحة، ويمكن الاستفادة من مباني المدارس وملاعبها وسكن الجامعات في تلك المناطق، والتي تكون شاغرةً خلال الإجازات الصيفية.. أما مجالات التدريب فيمكن حصرها في تدريس اللغة الإنجليزية وكرة القدم، إضافة إلى أنواع الرياضة الأخرى والنشاط المسرحي والخطابي كنشاطات ثانوية مصاحبة.. وانطلاقاً من مجالات التدريب ذكرت أن هناك ثلاث جهات يجب أن تتعاون في تنفيذ هذا البرنامج الوطني، وهي: وزارة التربية والتعليم، والهيئة العامة للسياحة، والرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وستكون مهمة وزارة التربية والتعليم توفير المشرفين التربويين وكذلك المدرسين الأكفاء (حتى من خارج المملكة) لتدريس اللغة الإنجليزية لتكون الاستفادة حقيقية.. أما الهيئة العامة للسياحة، فالهدف من دعوتها للمشاركة أن تعمل على تشجيع أسر أولئك الطلاب على أن يكونوا بالقرب من أبنائهم.. ولو قامت نسبة من عائلات الطلاب بالقدوم إلى تلك المناطق السياحية لكان في ذلك نشر لثقافة السياحة الداخلية، كما أن التغطية الإعلامية للبرنامج ستصب في مصلحة الإعلام السياحي.. أما الرئاسة العامة لرعاية الشباب فإن عليها تهيئة الملاعب الموجودة وإحضار المدربين والمشرفين، حيث تكون هذه الدورات الصيفية نواة لأكاديميات تقوم بإعداد أجيال جديدة من اللاعبين ليس في مجال كرة القدم فقط وإنما في سائر الألعاب التي تؤمّن لبلادنا مكاناً لائقاً في منصات التتويج الإقليمية والعالمية.
وبعد هذا الاستعراض أدعو بالأسماء مع كامل الاحترام وحفظ الألقاب الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة، والأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وهم مَن عرفوا بالوطنية والمبادرات التي تخدم الشباب السعودي أن يعطوا هذه الفكرة ما تستحق من الاهتمام والدراسة وتبني هذا البرنامج الوطني الذي سيكون له ـــ بإذن الله ـــ أكبر الأثر في استغلال أوقات شبابنا فيما يعود عليهم وعلى الوطن بكل خير.
وأخيراً: لن تقف الموارد المالية عائقاً دون تنفيذ هذا البرنامج، فالوفرة المالية لدى الدولة كبيرة ولله الحمد.. كما أن الشركات والمصارف والغرف التجارية لن تتأخر في رعاية هذا البرنامج، فهذه الجهات ترعى مؤتمرات مكررة الموضوعات كل عام وتقدم المبالغ الطائلة تحت بند المسؤولية الاجتماعية الذي أصبح ينمو بإلحاح من الدولة والمجتمع لتشكيل صورة جميلة للتعاون بين القطاعيْن العام والخاص.