شهري النصر وجابر الهلال
كل شيء يتغير ولا يدوم على حاله، نعم هي الحقيقة التي لا تقبل المراء والنقاش، فلا يدوم على حال لها شأن، ولأن البناء من صلب القاعدة يستمد قوته ومتانته، فكيف لرياضتنا السير وهي ناقصة الأركان؟ فخليل الزياني، حمد الخاتم، حمود السلوة، القروني، الخراشي، و... و... ، فالقائمة تطول بأسماء مدربين وطنيين تركوا بصمة، وسطروا بدايات المجد الكروي للكرة السعودية، بداية بلوس أنجلوس مروراً بكأس العالم للناشئين، ودورات الخليج.
في الأيام الماضية طغت عودة الفتى الهلالي سامي الجابر، بعد أن تسلح بالعلم وصقلته التجربة ليقود الكتيبة بقبعة المدرب، تجربة وشجاعة جديرة بالاحترام يجب مساندتها وتقديم كل العون لها، فكل من يريد أن يتطور لا سبيل له إلى ذلك، إلا بتطوير كوادره وصقلها، ومن ثم جعلها في مراكز القيادة، فيسير الركب مطمئناً وبثقة.
بالأمس تأتي الأخبار بأن الإدارة النصراوية قد نجحت في استقطاب سعد الشهري، الذي نجح في قيادة فريق درجة الشباب في نادي القادسية لتحقيق بطولة درجة الشباب للأندية الممتازة لهذه الفئة، هذه المبادرة تأتي متزامنة مع خطوة الجار بترشيح جابر عثرات الهلال مديراً فنياً، وهي من المؤشرات التي تعطي تصوراً على تغير الفكر متى صدق التعامل معها.
فالسؤال: متى تصبح الإدارة الفنية في فرقنا منوطة بلاعبينا السابقين؟ ألم نحضر لهم أحسن الكفاءات في التدريب حين كانوا في الميدان؟ لماذا لا نعطيهم الفرصة في التعليم، ومن ثم العودة ليسهموا في الحراك بشكل آخر؟ عزيمة الجابر مع إصرار الشهري، سيحدثان تحولاً في المفاهيم تجاه القدرات التي يمتلكها المدرب الفني السعودي، وإن كان الجابر بتجربة سيحدث صدى أقوى متى ما استطاع تحقيق مبتغى الجماهير العاشقة له ولفريقه بتجاوز عقبة الآسيوية المرهقة والمتعبة للكيان في الفترة الأخيرة.
أكتب هذا وأنا جد متفائل ويمتلكني إحساس بأن بوصلة الفكر الاحترافي نابها شيء من التغيير للأفضل وساقتها الحاجة مع بعض الضغوط نحو التغيير وترك الفكر القديم لفكر هو أقدر على دفع العجلة الرياضية للتقدم بقوة وبأصل ثابت من مخرجاتنا المحلية، فهل سيكرر الجابر مع الهلال ما فعله الزياني مع المنتخب؟ وهل سيعيد سعد الشهري اكتشاف المواهب وصقلها في الفريق النصراوي؟ أتمنى من كل قلبي ذلك، وأدعو بأن يتحقق على يديهما الشيء الكثير، فلقد مللنا ممن يأتون فقراء مادياً وفكرياً ليتعلموا لدينا ويصبحوا خبراء بعد ذلك، بينما نحن نقزم، ونقلل من كوادرنا وقدرتها على التفوق.