العائلات وأماكن خاصة في الملاعب السعودية
عندما تحين لك الفرصة لحضور مباراة لكرة قدم في بريطانيا، تجد أنه يوم متعة للعائلة بأكملها، يمتد من تناول الغداء والمشروبات وغيره إلى شراء الملابس أو الهدايا التذكارية، أو التجمع مع عائلاتهم في كبائن خاصة حسب قدراتهم المالية، ومن ثم حضور المباراة والاستمتاع بها، وقضاء يوم رياضي وسط جو عائلي جميل.
وفي ضوء الحديث عن خصخصة الأندية الرياضية، ومقترحات زيادة الدخل لهذه الأندية، ألم يحن الوقت لنستفيد من التجربة الإنجليزية في هذا المجال؟ ومن ثم تخصيص أماكن خاصة للعائلات في الملاعب السعودية والسماح للأسر باستخدام الكبائن المغلقة وفقا للمعايير الاجتماعية، وبذلك نكون قد حققنا أماكن مناسبة للشباب ذكورا وإناثا، للاستمتاع وقضاء أوقات ماتعة، بل زدنا أو قوينا التواصل العائلي وفي الوقت نفسه زدنا الدخل الرياضي الذي يمكن من خلاله تفعيل وإنجاح التخصيص المرتقب.
إنني في هذا الجانب لا أريد أن يتم تحوير طرحي هذا إلى دعوة للاختلاط أو ما شابه ذلك، بل على العكس تماما، فإن الدعوة إلى تخصيص أماكن خاصة للعائلات لا بد أن تكون وفق ضوابط ومعايير اجتماعية، فنحن لدينا التجربة من خلال تخصيص معظم المطاعم لدينا أماكن خاصة للعائلات، فما المانع أن يكون هناك تفعيل لهذا الجانب في الملاعب الرياضية؟ ويكون وفقا لآليات واضحة تشدد على الخصوصية العائلية، فما المانع من ذلك؟ إذا تم توفير المداخل والمخارج المناسبة، والخدمات الخاصة بالملاعب لجذب العنصر النسائي، علاوة على إيجاد المطاعم والبوفيهات ودورات المياه المهيأة والجيدة، إضافة إلى أماكن انتظار مناسبة، بل إن الأمر لا بد أن يمتد إلى أكثر من حضور المباريات الرياضية في الملاعب، إلى استغلال الأندية ذاتها، وتخصيص أقسام أو مرافق تستفيد منها العائلات وفقا للضوابط آنفة الذكر.
وفي هذا الصدد، كشف أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، في وقت سابق "قبل أن يعود وينفيها"، عن وضع اللمسات الأخيرة لدراسة يجري رفعها لـ "الرئاسة العامة لرعاية الشباب" تمهيدا للموافقة عليها تتيح للعائلات الحضور لملاعب كرة القدم في المملكة، من خلال توفير أماكن ذات خصوصية للعائلات مثل استاد الأمير عبد الله الفيصل في جدة واستاد الملك عبد الله المزمع إقامته أيضا في جدة.
وقال حينها: هذه الدراسة قمنا بوضعها بعد تطوير البنية التحتية لبعض الملاعب السعودية مثل استاد الأمير عبد الله الفيصل واستاد الملك عبد الله في مدينة جدة، ومن خلال هذا التطوير الذي تشهد بعض ملاعبنا الرياضية، فقد تم إيجاد أماكن مخصصة لمن أراد متابعة المباريات بخصوصية كاملة من خلال الكبائن المغلقة في هذه الملاعب، حيث لها مداخلها ومخارجها الخاصة التي تحفظ للعائلات التنقل بكل سهولة وراحة داخل هذه الكبائن وخارجها في داخل الاستاد، حيث ستتيح هذه الدراسة الاستفادة من هذه الأماكن الخاصة التي تم إنشاؤها بارتياد العائلات ملاعب كرة القدم، وبالتالي تقدم نموذجا من المشاركة الكاملة للشعب السعودي في متابعة مباريات كرة القدم، من خلال التشجيع النقي لأماكن مخصصة لهذه الفئة وليست أماكن عامة، حيث تم في الدراسة مراعاة كل المعايير والأنظمة الاجتماعية المطبقة في المملكة، إذ إن الموافقة على هذه الدراسة من قبل الجهات المختصة سيسعدنا في الاتحاد، لما لهذه الموافقة من أثر كبير في رفع المداخيل للأندية والاتحاد، كما أن تطبيقها سيغير من النظرة الاجتماعية للرياضة السعودية للأفضل وبناء جسر اجتماعي ثقافي فكري، ويخلق تشجيعا مثاليا لأبنائنا، الذين يحتاجون إلى الوقفة الصادقة معهم، خاصة في المراحل السنية الأصغر. وقبل وبعد ذلك يخلق أماكن للترفيه البريء.
كل ما نأمله أن تؤخذ هذه الدراسة محمل الجد، والابتعاد عن الشكلية، فنحن في حاجة إلى استغلال هذه المرافق التي كلفت الدولة مئات الملايين، الاستغلال الأمثل، ومن ثم فتح مجالات جديدة للترفيه العائلي، فكم هو جميل إذا كنت من أسرة رياضية تهتم بالرياضة، وأنت تشاهد مباراة لكرة القدم من داخل الملعب، وبجانبك جميع أفراد عائلتك.. زوجتك وأبنائك وبناتك.. وسط جو عنوانه الخصوصية.