مكافأة العروبة

من أقصى الشمال قدموا محققين حلما وأمنية طالما راودتهم ودغدغت مشاعرهم، فأبناء العروبة بقيادة رئيسهم الحكيم والخبير بالمجال الرياضي عملوا بهدوء وصمت ومن تابع مسيرة دوري ركاء للمحترفين لأندية الدرجة الأولى يلحظ أنهم لم يكونوا من ضمن قائمة المرشحين في بداية المسابقة، وربما تعثرت أقدامهم في بداية المشوار، لكن استدعوا العزيمة وشحذوا الهمم فذللوا مع رجال البذل والعطاء كل صعب وركبوا موجة التحدي حتى غنوا العرضة بملعب النجمة في مدينة عنيزة التي زفتهم كأول أبطال للدوري بمسماه الجديد، تجمعهم المحبة التي شاهدها الجميع عنواناً لعملهم وفرحهم لا فرق بين صفوفهم فهذا يسند الآخر والبعض يحمل الحمل عن الكل حتى رست سفينة أصفر الشمال بدوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين.
بعد أن تحقق الحلم ونجحوا في تذليل الصعب فاجأتهم القرارات بما يحز في أنفسهم، ويتعب أفكارهم ألا وهو نقل المباريات خارج مدينة سكاكا، فأقرب ملعب ممكن أن تقام علية المباريات يبعد 180 كيلو مترا عن مقر النادي، وبخلاف صعوبة الأمر على لاعبي الفريق الذين سيلعبون جميع مبارياتهم بطريقة الذهاب، يضاف إليها تكاليف معسكرات الفريق في 23 مباراة سيخوضها الفريق في الموسم المقبل كون إدارة الفريق ملزمة بتجهيز الفريق حتى في المباريات التي من المفترض فيها أن تكون على أرضه وبين جماهيره، ويحرم الفريق الاستقرار المطلوب فهو في سفر وترحال دائم ذاهباً وإيابا.
أما جماهير الفريق التي فرحت بعد طول صبر وانتشت بعد طول انتظار فمكافأتها هي عناء الطريق قبل وبعد كل مباراة 360 كيلو مترا ما بين مقر النادي والملعب المقترح كي يخوض الفريق عليه مبارياته الموسم المقبل.
والسؤال لماذا لا يتم تجهيز الملعب، وسداد النقص الحاصل في المتطلبات من قبل مَن بيدهم الحل، ومَن أوكلت إليهم المهمة بدلاً من التسويف والاجتماعات المملة وغير المجدية؟ لماذا البيروقراطية في سير المعاملات؟، فالواجب إنهاء الملف مباشرة بعد أن تأكد صعود الفريق والعمل على تلافي مثل هذا المأزق، فأندية كثيرة غير العروبة عُمل معها مثل ذلك، سويت المشاكل الأمنية والإدارية التي تمنع من إقامة المباريات وخاضت هذه الفرق مباريتها بكل يسر وسهولة، فهل سيكون للعروبة وقفة مثل هذه الوقفة؟ وهل سيحظون بمثل تلك الرعاية؟ الواجب أن يبادر المسؤولون بحل هذه المعضلة كي لا تعوق الفريق، ومسيرته عن السعي الجاد والتفرغ لتجهيز فريقهم للموسم المقبل.