رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الذكرى الثامنة للملك ذكرى لشعب أيضا

الذكرى الثامنة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم ليست في اعتقادي ذكرى عابرة، بل تحكي عن واقع لمحبة متأصلة بين قائد أحب شعبه فأحبوه. طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم عادة يكتنفها الكثير من التوجس والشك، ولعل واقع بلدان ما تعرف بالربيع العربي خير مثال لذلك. لكن خادم الحرمين الشريفين رزقه الله محبة الناس، وهي محبة لا تتحقق إلا برضا الله أولا كما في الحديث (من أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عليه وأرضى عليه الناس). فالله - سبحانه وتعالى - هو من يقذف المحبة في قلوب الخلق ''لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم''، فالملك عبد الله منّ الله عليه بأن رُزق المحبة في قلوب الناس جميعا. وقد ذكرت في مقال سابق أنني عندما كنت طالبا للدراسات العليا في أمريكا عام 1997, كان الشباب الإماراتي نموذجا لمحبة صافية بين الحاكم والشباب المبتعث. فصور الشيخ زايد ـــــ رحمه الله ـــــ كانت من أهم أولويات متاع السفر لكل مبتعث إماراتي في ذلك الوقت. لكن ما إن بدأ برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارج حتى أصبح الشباب السعودي النموذج الأبرز للتحالف الصادق بين القائد والشباب المبتعث, فصور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تزين بيوت المبتعثين وجوالتهم ورسائلهم، وإن كانت الصور ليست لها دلالة قوية في مجتمعنا لكون البعض لديهم تحفظات على شرعيتها, لكنها تعبر عن دفء مشاعر وحب متبادل بين الشباب وقائد النهضة السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. فالمحبة التي يزخر بها خادم الحرمين الشريفين لدى الشباب, ليست محض المصادفة, لكنها عربون صداقة متبادلة بين أب حنون وشباب متطلع إلى السير ببلده إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات.
علاقة الملك عبد الله بن عبد العزيز مع شعبه تعدت الإطار الإداري التقليدي لطبيعة دور الحاكم التي يعبر عنها بمصطلح الإدارة administration، هذا النوع من الإدارة تدار فيها الحكومة كإدارة الشركات المبنية عادة على مدخلات ومخرجات يكون القرار النهائي فيها مبنيا على خلق توازن بين أحزاب ومصادر قوة مختلفة يكون الحل التوافقي غالبا هو الأسلم في صناعة القرار النهائي. فالهدف النهائي لهذه الإدارة ليس السعي من أجل تحقيق ما فيه مصلحة الشعب، لكن ما يحقق لها الاستمرارية في الانتخابات المقبلة ويوازن بين أطراف قوى لكل منها أطماعها وتطلعاتها. لذا تجد أن العديد من الحكومات تعد ناخبيها بإصلاحات عديدة لكن ما إن تصل إلى الحكم حتى تتغير أولوياتها. لذا تستمر مطالب الشعوب مع اختلاف الحكومات. فالكل يسعى للوصول إلى كرسي الحكومة لكن في أحيان كثيرة يمنع ضغط الأحزاب والتحزبات المختلفة الحكومات من تحقيق متطلبات رجل الشارع البسيط. فهذه الضغوط التي تمارس على الحكومة تفقدها مصداقيتها مع شعوبها. لذا نجد أن كثيرا من الشعوب أدركت هذه الحقيقة، ما جعل مشاركاتها في الانتخابات لا تتجاوز 50 في المائة بسبب أن مشاركتها في الانتخابات لا تحقق طموحات رجل الشارع البسيط.
أما حكومة الملك عبد الله بن عبد العزيز فهي مزيج خالص بين علاقة أبوية صادقة (فهل يتوقع من أب أن يفسد بيته؟) ومزيج أيضا من قرارات تطويرية تنموية تسير نحو تحقيق التنمية المستدامة. كما تسعى تلك القرارات لبناء مؤسسات المجتمع المدني المبنية على خلق توازن حقيقي بين مؤسسات الدولة سواء التنفيذية أو الرقابية أو التشريعية المستمدة من الشريعة الإسلامية. فمثلا (عام 2012) فقط يعد من أكثر الأعوام التي صدرت فيها قرارات وتشريعات حكومية وتشريعات إدارية تطويرية، فخلاله صدر نظام مراقبة شركات التمويل، ونظام التمويل العقاري، ونظام الإيجار التمويلي، ونظام الرهن العقاري، ونظام مكافحة غسيل الأموال، ونظام التحكيم، وغيرها من الأنظمة والتشريعات، بخلاف الأنظمة الجوهرية التي صدرت عام 2011، من إنشاء وزارة للإسكان وإنشاء هيئة لمكافحة الفساد ترتبطان مباشرة بالملك. هذه التشريعات قد لا تنعكس آثارها على المواطن اليوم، لكنها تنظيمات تشترك مع غيرها من التنظيمات في دعم لبِنات المجتمع المدني الحديث. فالتوازن بين النظرة الأبوية الحانية وبين إصدار تشريعات تسهم في تحقيق متطلبات المجتمع المدني الحديث أحد أهم ما يميز حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله. فالمواطن في السعودية يشعر بإدارة أبوية كريمة تعطي الطمأنينة للشعب بأن قرارات الحكومة تنطلق من أجل المواطن وتصب في مصلحته.
ختاما .. أتمنى ألا يكدر صفو هذه المحبة الصادقة بين الملك وشعبه تقصير بعض المسؤولين التنفيذيين الذين قال لهم الملك في أكثر من مناسبة إنه لا عذر لكم اليوم على التقصير, إنما يدفعنا إلى مزيد من التواصل لكشف وفضح ـــ إن لزم الأمر ـــ كل من يقف حجر عثرة في وجه تقدم هذه البلاد، خصوصا أن الملك عبد الله هو من يقود التنمية من جهة، كما يضرب من جهة أخرى بمعول من حديد كل مفسد يحاول إيقاف عجلة الإصلاح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي