من مفلسة.. إلى مليونيرة
حين حصلت جولي دين ذات الـ 45 عاما على الطلاق من زوجها، كانت ربة منزل ومفلسة تماما ولا تستطيع حتى الوفاء بأقساط ابنتها الدراسية، التي كانت تقدر بـ 12 ألف جنيه استرليني، لكن جولي قررت تغيير واقعها وعدم الاستسلام له رغم مرارته وبؤسه، فأخذت ورقة وقلما وجلست على طاولة المطبخ لتكتب عشر طرق لكيفية جني الأموال التي تناسب قدراتها وإمكاناتها، وفى مؤخرة قائمتها كتبت بيع حقائب جلدية تقليدية، ولم تكن تعلم حينها أنها كانت تحدد إطار مستقبلها بحول الله، وأن هذه الفكرة الأخيرة ستتحول لمشروع تجارى ضخم أكسبها بعد أربع سنوات 12 مليون جنيه استرليني.
كانت فكرة جولي لكسب المال هي بيع الحقائب الجلدية التقليدية، لأنها تعرف أسرار هذه الحرفة جيدا، فقامت بإنشاء شركة صغيرة برأسمال متواضع وهو 600 جنيه استرليني أسمتها ''كامبريدج للحقائب التقليدية''، ولم تكن تعلم أن حقائبها ستكون محط إعجاب المشاهير وأثرياء المجتمع، ويقتنيها القادرون على دفع سعرها المرتفع، حيث تبلغ قيمة الحقيبة الواحدة من 80 إلى 130 جنيها استرلينيا، وفي هذا الشأن تقول جولي إنها لم تكن تحلم أو تتوقع يوما أن اسمها سيوضع في قائمة أهم 100 شخصية في الموضة، بجانب المصممة العالمية المشهورة ستيلا مكارتني.
لقد كانت ابنة جولي البالغة من العمر آنذاك نحو ثماني سنوات يتم ضربها ودفعها من قبل التلاميذ المتنمرين في مدرستها، ولم تكن أمها قادرة على إخراجها من مدرستها نظرا لعدم قدرتها على سداد أقساط مدرسة جديدة. وتسرد الأم جولي شيئا من ذكرياتها فتقول: إيميلي كانت في الثامنة من عمرها حينذاك، وبدأت تظهر عليها علامات الضرب من مجموعة فتيان متنمرين، لذا قلت لها: أعدك يا صغيرتي بأنك في العام المقبل لن ترجعي لهذه المدرسة مجددا وسأجد لك مدرسة أخرى وستكونين سعيدة فيها. لقد وعدت ابنتي بأنى سأكون عند وعدي ولن أخلفه، وهذا كان الدافع لأنشئ شركتي الخاصة.
الآن أصبحت جولي تمتلك مصنعا يعمل فيه 84 موظفا، وصنفت ضمن قائمة أهم 100 شخصية في الموضة.
قصة جولي من تلك القصص الملهمة التي ستجبرك على إعادة تقييم أحلامك من جديد، فمن المؤكد أن نجاحها لم يحدث مصادفة، ولم يتحقق بسبب واسطة أو توصية ما، بل خططت له جيدا بما يتناسب مع إمكاناتها وقدراتها، ثم بدأت في التنفيذ الفعلي، غير عابئة بنظرات مشككة أو تخمينات سلبية، أو أحكام مسبقة بالفشل، هي انطلقت خلف أحلامها لأنها كانت مؤمنة بما تسعى إليه فعلا ولذلك استحقت النجاح.
إن من يتوسدون أحلامهم وينامون فوقها لن يحققوا شيئا، ومن يخططون ثم يضعون أهدافهم فوق رف قديم ليعلوها الغبار فلن يحققوا شيئا، ومن ينصتون لأحكام اليائسين والمتشائمين فسيقفون ''مكانك سر'' ولن يحققوا شيئا!
قارئي العزيز..
- هل تشعر أن بداخلك أهدافا طمرتها سنين عديدة تحت طين اللامبالاة وتركتها خامدة بلا حراك؟
- هل ترغب في أن تكون متميزا كما حلمت دوما؟
- أترغب صدقا في التغيير الإيجابي كما فعلت جولي؟
إن كانت إجاباتك نعم، فابدأ من الآن فالأوان لم يفت بعد.