وسائل الإعلام في مرمى نيران الجيش السوري الإلكتروني
واصل نظام الأسد ممثلاً بأداته التقنية ''الجيش السوري الإلكتروني'' توجيه سلاح الاختراق لوسائل الإعلام التي تكشف يوماً بعد يوماً فظاعة ما تقوم به آلته الحربية على الأرض وترفض أن تتبنى روايته للأحداث في سوريا. وقام النظام الذي يواصل حيناً بعد آخر معركة قطع الإنترنت عن شعبه في الداخل، بمهاجمة مواقع صحافية وإخبارية في الخارج، وكانت صحيفة ''فاينانشيال تايمز الرصينة آخر أهدافه حيث استهدفها مطلع هذا الأسبوع.
وقالت ''فاينانشيال تايمز'' إن أنصار الرئيس السوري بشار الأسد اخترقوا موقعها الإلكتروني.. وإنهم قاموا بنشر رسائل على مدونتها التقنية وعطّلوا حساب تويتر الذي تملكه الصحيفة.
ونشر موقع ''ديجيتال تريندز'' الإخباري التقني حواراً مع مَن وصفه بأنه قيادي في الجيش السوري الإلكتروني والذي رمز لنفسه باسم (THE SHADOW) ''الظل'' الذي قال واثقا عن عملية اختراق حساب الأسوشيتد برس مطلع هذا الشهر: استغرق الأمر مجرد تغريدة واحدة على حساب الأسوشيتد برس لهز الاقتصاد الأمريكي وتكبيده 140 ملياراً كخسارة لحظية. كنا نعرف مسبقاً أن هذا الاختراق سيخلق فوضى كبيرة في أمريكا، وهو ما حصل ولذا نحن فخورون.
وقال القيادي المزعوم في معرض تبريره للهجوم الذي تقودة الآلة التقنية في جيش الأسد: لقد لعبت وسائل الإعلام الاجتماعية دوراً حاسماً في نشر المعلومات، ولا يعتقد الجميع بأن هذا الفيضان من التقارير السورية من خلال وسائل الإعلام دقيق، نقوم بهذه الهجمات على مواقع التواصل الإجتماعية للوسائل الإعلامية لجعلها مصادر غير موثوقة.
وأضاف: إنها ثورة وهمية، الحكومة الأمريكية أجبرت وكالات الأنباء على نشر تقارير تدين النظام السوري، ما استدعى تشكيل الجيش السوري الإلكتروني واتخاذ التدابير المضادة.
ويستطرد قائلاً: إن الجيش الإلكتروني ليس إلا مجموعة تضم ما بين 16 إلى 20 شخصاً، بعض الأحيان يعملون من منازلهم ومدارسهم، مكاتبهم، هكذا هي طريقة الأنونيموس بالعمل، ويرفض الموقع هذه الفرضية حيث يعلق رداً على هذا معتبراً: كثير من المحللين والخبراء السياسيين الذين كرّسوا الكثير من الوقت لفضح هذا التنظيم البالغ من العمر عامين لا يرونه كما يصفه THE SHADOW. وتحت عنوان ''كاد المريب أن يقول خذوني'' عرّف الجيش الإلكتروني السوري عن نفسه في تويتر قائلاً: نحن لسنا جهة رسمية ولا ننتمي لحزب نحن شباب سوريون.. قررنا الرد بقوة تحت اسم الجيش السوري الإلكتروني.
ويزعم القيادي أنهم لا يتلقون أي دعم من الحكومة السورية إلا أن المجموعة التي أطلقت موقعاً إلكترونياً على نطاق رسمي تابع للحكومة السورية (SY) يدحض هذا الفرضية، وتم تسجيل نطاق الجيش السوري الإلكتروني من قِبل الجمعية المعلوماتية السورية التي كان يرأسها الأسد حتى قبل أن يصبح رئيساً. وهذه الاستضافة على النطاق الرسمي تشير إلى موافقة الدولة الضمنية، واعتبارها القرصنة التي يقوم بها الجيش نشاطاً مرغوباً به.
وأردف يقول: ليس هناك مركز قيادة أو موقع مركزي، الجميع يعمل من منزله أو مكان عمله، نافياً المزاعم بأن هكرز الجيش السوري الإلكتروني يتلقون تعويضات مالية مقابل كل اختراق لكن تقارير متواترة تتعارض مع ادعاءاته بالاستقلال عن الحكومة السورية.
وصرح أمجد البيازي وهو ناشط وباحث احتجز من قِبل النظام السوري مع بداية الثورة في تصريحات نشرها موقع ياهو الإخباري: ربما لا يكون الجيش السوري الإلكتروني ذا علاقة وثيقة مع النظام، لكن أستطيع أن أقول إنها ممولة من قِبل النظام. هناك أيضاً دلائل قوية على أن أعضاء المجموعة يتم تدريبهم من قِبل خبراء التقنية الإيرانيين.
ونقلت ''الجارديان'' أيضاً عن أعضاء منشقين عن الجيش السوري الإلكتروني، يدعون أن مقر المنظمة انتقل من دمشق إلى مكان ما في دبي مزوداً بالدعم المالي من رامي مخلوف، الملياردير ابن عم الرئيس السوري.
ولا يهرب ''الظل'' من حقيقة أن كثيراً من الدول لديها برامج لتجنيد القراصنة، فهذا تطور في عمل حرب المعلومات، وأن منظمته تعمل لمصلحة الأسد، وأنه وغيره من عناصر الفريق موالون حتى النخاع للأسد وحكومته.
لكن وبعيداً عن هذا، أعادت هذه الهجمات الإلكترونية الجديدة السؤال حول مدى قدرة موقع ''تويتر'' خصوصاً على حماية حسابات مستخدميه وبخاصة حسابات وسائل الإعلام والشخصيات السياسية الكبيرة كزعماء ووزراء بعض الدول. واستهدفت المجموعة في السابق حساب هيئة الاذاعة البريطانية ''بي.بي.سي'' على ''تويتر'' وكذلك حسابات منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' وقناة ''فرنسا 24'' الإخبارية و''سكاي نيوز'' و''فرانس برس''.