مزرعة المسؤول
ليت بعض المسؤولين التنفيذيين يدركون أنه لا وقت لديهم لإضاعته في التفتيش والتأمل فيمن يحبهم ومن لا يحبهم، أو من ينتقدهم لهوى شخصي أو غير شخصي، المرحلة الحالية، لم يعد يجدي فيها سوى العمل ثم العمل ثم العمل.
والمسؤول الذي لا يؤمن بأهمية الحفاظ على مكتسبات من سبقوه، سوف يحصد الحصرم.
الوزارة أو الإدارة ليست كيانا مستقلا يمكن من خلاله إعادة ترتيب حدائقه وأبوابه بما يتسق مع مزاج هذا الوزير أو ذاك. لكننا مع الأسف في سنوات مضت ابتلينا بنوعية من المسؤولين، يسرفون في تغيير مكاتبهم أكثر من أي شيء آخر. ثم يتفرغون لتصفية ما يمكن تسميته "الحرس القديم" وإحلال آخرين محلهم محسوبين عليهم. وبالتالي فأنت ترى وكيلا للوزارة كان يملأ السمع والبصر، لكنه في ظل الوزير الجديد أصبح مجرد طيف عابر، يمكن أن يفوقه مدير إدارة في الصلاحيات والمهام.
وهذه إشكالية يعانيها حتى القطاع الخاص. الرؤية للمسؤولية باعتبارها ملكية شخصية، تجعل التجميد والتهميش والظلم يطال العاملين في القطاع العام والخاص. وهذا ناتج عن عدة أسباب بينها غياب التصنيف والتوصيف الدقيق لمهام المسؤول والعاملين معه.
النتيجة النهائية أن بيئة العمل تغدو مترهلة، ويسودها الإحباط، ويتقاسمها المهمشون والانتهازيون. هنا يظهر الضعف في المنشأة الحكومية والخاصة، ويستأسد الفساد والفاسدون.