فشل اللجنة الأولمبية
شجون الرياضة لا تنتهي بل تكاد لا تتلمس طريق البداية حين حديثك عنها، فالنقص يغلف الكثير من أركانها غير أن هذا المقال سيركز على رأٍس الهرم الرياضي المفترض وهي كذلك في العالم أجمع ماعدا في نواحينا. الألعاب الأولمبية لا تحظى بتلك الرعاية والاهتمام، فالحديث عنها على خجل وخطط التطوير كلبن العصفور، والإعلام سرقته كرة القدم والاحتراف وجّه الأموال إليها، فكيف السبيل إلى تطويرك دلني. الآن مرت سنة على تشكيل الاتحادات الرياضية فهل سنرى تقييما لعمل هذه المرحلة ومن ثم محاسبة المقصرين الذين لم ينتجوا لنا أبطالاً ولم يقدموا لنا عملاً على أرض الواقع؟، بكل تأكيد الجواب لا، ولن تشرق شمس الأمل على مثل ذلك.
اللجنة الأولمبية مع أمينها الجديد محمد المسحل هل ستتجاوز الزمن ويستطيع بما لديه من فكر ورغبة أن يأتي بما لم يستطعه الأوائل؟!. من يعرف بواطن الأمور في اللجنة يدرك أنها من الداخل هرمة، فالموظفون في بعض الاتحادات مر على تواجدهم أكثر من عشرين سنة وهم متعاقدون من أشقاء لنا عرب، فأين سياسة التحفيز وإحلال الكوادر؟، وإلى متى تبقى اللجان رهينة الخبرة وهي تفتقد التحديث والكفاءة؟ ألا يوجد في أبناء البلد كوادر قادرة على مواصلة العمل والتجديد والذهاب به إلى حيث نريد من البطولات وحصد الميداليات.
فمتى نرى زيادة الكوادر العاملة، ومتى نرى للإعلام وجودا وتغطية كاملة لنشاطات اللجنة، وألا يقتصر دوره على حضور المسابقات والتنويه عنها دون نشر الوعي والتواجد الذي يفرضها كألعاب لها حظوتها وتقديرها في أذهان المواهب حتى لا تتسرب ويصيبها الملل.
أما الموارد المالية فعشرة ملايين في السنة الواحدة، مبلغ ضخم جداً فالتبذير أمر مذموم، فلماذا كل هذا التفريط بميزانية اللجنة الأولمبية؟، الواجب أن يستقطع منها لتدعيم غيرها من اللجان.
أكتب هذا بينما يتوارد في ذهني كم دولة أنفقت ثم أنفقت وواصلت السعي لصعود منصات الأولمبياد حتى تجاوزتنا بمراحل، وعبر من ثقوب الذاكرة هادي صوعان وسعد شداد وغيرهما، وكيف كانت فرحة ميدالية ذهبية أو فضية واحدة تعطي شعوراً بالسعادة وبالتكامل الرياضي لدينا وأنه لا يسير بقدم عرجاء تتكئ على قدم واحدة بينما البقية في ضعف وسبات.
المسحل تم ترشيحه وتقدم للعمل وهو المرجو منه والمأمول، لكن من يحاسبه على تقصيره ومن يعاتبه على الخلل؟ هل هناك لجان محاسبة وتقييم؟ وهل الدعم المطلوب تم توفيره من أجل مصداقية المحاسبة وعدالتها؟، ولكي يكون الأمر أكثر تنظيماً فهل كتبت تقارير عن أداء اللجان تصف حالها وتقدم صورة قريبة عن واقع التطوير فيها؟، وهل أوجدنا أشخاصا قادرين على كتابة مثل ذلك وتدوينه ومن ثم العمل على تجاوز موطن الضعف والخلل؟.
ويتساءل المتابعون والمهتمون بالشأن الأولمبي عن غياب كثير من الشخصيات الاعتبارية وممن لها مكانة اجتماعية عن حضور منافساتها والمشاركة في تكريم أبطالها فهم يرون مثل هذه المبادرات تعطي دافعاً معنوياً كبيراً لهم وللأبطال في تقديم مزيد من العمل والجهد، فالحضور فقط في كرة القدم والبذل فيها وفي غيرها لا يأتيهم شيئا فهم يعيشون على الكفاف.
أما سلطة اللجنة الأولمبية فهي ضعيفة وتكاد لا تقوى على محاسبة الاتحادات المنضوية تحت إدارتها، فيجب أعطاء اللجنة القوة الإدارية اللازمة كي تمكنها من اتخاذ القرار الذي تراه مناسباً ولكي تكون قوتها وهيبتها حاضرة مما يعطيها سلطة وقدرة تنفيذية لأي قرار ترى فيه مصلحة تطوير هذه الألعاب شجونا.
أم الألعاب كثيرة جداً ومواضع النقص أكثر. الكتابة عنها لا تعطي الصورة الأقرب للحقيقة، فمتى يتكلم أصحاب الشأن ويصدحون بقوة في مطالبهم ويظهرون معاناتهم وأوجه القصور في عملهم وما يحتاجون إليه، فسكوتهم فيه إدانة لهم، وصوت المطالبة منهم يدعم حقهم الضائع مادياً ومعنوياً، فمن أجل ميداليات وبطولات أولمبية يجب أن ننادي بالتكامل الرياضي وشموله، و لعل الشركات تدعم هؤلاء الأبطال وتقيم معهم شراكة تستفيد هي في التسويق والأبطال يستفيدون من الدعم ليرتفع علم الوطن في كل المحافل.