رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


السوق السعودي بين الأرباح والتقييم

يعتبر الربح الموزع أحد أهم المؤشرات المستخدمة في تقييم السوق للشركة، ومدى معقولية أو عدم معقولية تقييم السوق للشركة، والربح الموزع جزءٌ مهمٌ من المؤشرات الأدائية التي تؤثر في قيمة الاستثمار والتقييم من خلاله.
ومع نهاية عام 2012م، والانتهاء من قرارات التوزيع لمختلف الشركات، تتوافر لدينا فترة كافية نستطيع الحكم من خلالها على درجة إنصاف السوق من طرف المستثمرين وتقييمهم للشركة.
ويعتمد التحليل على ثلاثة متغيرات: هي الربح المحقق، والموزع، وتقييم السوق للشركة من زاوية قيمة الشركات، وتم احتساب عدد من النسب كما هو واضح في الجدول في جزء المتغيرات المستخدمة، ومن خلالها نستطيع الحكم على تقييم السوق لها، وهل هناك تفاعل أو عدمه.
ويعكس التحليل وجود نظرة سلبية تجاه الأرباح المحققة والمحتجزة والموزعة عند تقييم السوق لها، وعند تحديد القيمة للسهم.
المتغيرات المستخدمة
تم استخدام عدد من المعايير والمؤشرات للسوق، وهي الربح المحقق، والربح الموزع، ونسبة الاحتفاظ، والقيمة السوقية، وعائد الربح الموزع، ونسبة الشركات الموزعة للسوق، ومتوسط التوزيع، ومتوسط قيمة الشركة، ومتوسط ربح الشركة، بهدف الربط بين توزيع الأرباح وتطورها، ورؤية السوق وتقييمها.
الربح والتوزيع وتطوره
حسب الجدول رقم (1) نجد أن الأرباح الموزعة والمحقّقة في السوق السعودي نمت في الفترة بين عامي 2009م و2012م بمعدلات مرتفعة، ثم انخفضت بشكل رئيسي في عام 2012م عن باقي الفترة.
وفي الوقت نفسه نجد أن الربح الموزع أيضا نما في عام 2010م ثم انخفض النمو في السنتين التاليتين، ما يعكس تماشي التوزيع ونموه مع نمو الربح، وهو وضح جيد ويُفترض أن يكون محفزا للمتعاملين في السوق، فعملية توزيع الأرباح تعتبر مؤثرا إيجابيا في قرار تقييم وتحديد القيم العادلة من طرف المستثمرين.
نظرة السوق
الجدول رقم (2) ربط بين العائد ونسبة الاحتفاظ، (وهي الأرباح المتبقية بعد توزيع الربح لدعم الشركات)، العائد الموزع كنسبة من القيمة السوقية مهم كمؤشر للمستثمرين ولمختلف أطيافهم، فهي دلالة على جودة الربح واستمراره، وتوفر السيولة لدى الشركات.
الملاحظ أن المؤشرين نموا في فترة الدراسة بمعدلات قوية، خاصة متغير نسبة الاحتفاظ (الأرباح تعتبر من أفضل مصادر التمويل وارتفاع نسبة الاحتفاظ تدل على رغبة الشركة في التوسع والنمو).
والملاحظ أن القيمة السوقية نمت بالدرجة نفسها والاتجاه مع المتغيرين لكن بمعدلات أقل، ما يعكس لنا أن السوق يتعامل مع المتغيرات الإيجابية بنوع من الحذر والتحسب أكثر من الاستجابة الإيجابية.
المؤشرات الجزئية
في الجدول رقم (3) تم النظر على مستوي الشركة (جزئي)، والملاحظ أن نسبة الشركات الموزعة للربح آخذ في النمو والازدياد، فرغم نمو الشركات المدرجة في السوق السعودي إلا أن عدد الشركات التي توزع الأرباح آخذة في الارتفاع بوتيرة أكبر.
نلاحظ كذلك أن متوسط الربح الموزع في السوق آخذ في النمو والتحسن، وكذلك نجد أن متوسط الربح المحقق للشركات آخذ في النمو والتحسن كما هو واضح من الجدول، وفي المقابل نلاحظ أن متوسط قيمة الشركة كما يقيمها المستثمرين هو الوحيد الذي تراجع وتذبذب.
والسؤال: هل هذا التوجه مقبول؟ أم أن هناك خللا في آلية تقييم وتسعير السوق أمام مؤشر أدائي قوي كالربح الموزع؟ والإجابة نعم. هناك خلل في آلية التقييم، لكن هل هي بسبب عدم نمو الأرباح بصورة كبيرة في عام 2012م؟ وإن كانت كذلك، لا يجب التقليل من أهمية النتائج المحققة.
مسك الختام
يبدو أن هناك نوعا من النظرة السلبية تجاه الربح الموزع والأرباح المحتجزة والربح ككل عند تقييم السوق للقيمة العادلة للشركات، والمفترض أن يكون هناك نوع من التقييم تجاه المتغيرات، وإدخال تأثيرها في القيمة السوقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي