تخوف من اختراق حسابات «سكايب»
يتخوف الكثيرون من المشاكل التقنية التي بدأت تظهر على خدمة الدردشة ''سكايب'' بعد اندماجها مع الويندوز ماسنجر، حيث ذكر أحد الخبراء في مجال الأمن المعلوماتي أن جميع حسابات المستخدمين في خدمة الدردشة ''سكايب'' التابعة لشركة ''مايكروسوفت''، مهددة بالاختراق، وذلك بسبب الإجراءات الأمنية الضعيفة التي تتبعها الخدمة لاستعادة الحسابات المسروقة. وقال أي كاي أي ديلان لقسم الدعم الفني لدى ''سكايب''، إنه وفي يوم واحد تمت سرقة حسابه في خدمة ''سكايب'' ست مرات، والسبب يعود إلى أن المخترقين لم يكونوا بحاجة إلى القيام بذلك إلا لمعرفة عنوان البريد الإلكتروني الخاص بالضحية، إضافة إلى اسمه وخمس جهات اتصال على حسابه.
يُذكر أن مسألة اختراق حسابات ''سكايب'' بواسطة عنوان البريد الإلكتروني تم الحديث عنها قبل خمسة أشهر، وذلك عندما تحدث أحد المواقع الروسية عن إمكانية إنشاء حساب جديد في الخدمة باستخدام بريد إلكتروني موجود مسبقًا، وبالتالي التمكن لاحقًا من الحصول على كلمة مرور الحساب الذي يستخدم نفس عنوان البريد الإلكتروني، ولكن ما لبثت أن قامت ''سكايب'' بحل هذه المشكلة. وطالب الخبير الأمني مطوري خدمة ''سكايب'' بأن تكون إجراءاتها الأمنية أقوى مما هي الآن، وذلك من خلال إضافة أسئلة أمنية خاصة بصاحب الحساب، وعملية التحقق بخطوتين (كما هو الحال عند جوجل وحديثًا عند مايكروسوفت).ولم تنجح كثير من تطبيقات الإنترنت في تضييق المسافات بين البشر في مختلف أنحاء العالم مثلما نجح برنامج سكايب للاتصال عبر الشبكة الدولية. ومنذ إزاحة الستار عن خدمة الاتصال التليفوني عبر الإنترنت عام 2003 وصل عدد مستخدمي هذا البرنامج حتى الآن إلى أكثر من 300 مليون شخص.
وكان هدف المبرمج السويدي نيكلاس زينستروم وداني يوناس فريس عندما التقيا في كوبنهاجن هو إطلاق العنان لنمط جديد من السلوكيات. وكان الاثنان قد سبق لهم تبادل ملفات موسيقية عبر الإنترنت وكانا يرغبان في تجربة إمكانية إجراء مكالمات هاتفية عبر الشبكة العنكبوتية.
وعندما أطلق الاثنان مشروعهما المبدئي وكان يحمل اسم ''كازا'' ، كانا يعتمدان على تقنية الاتصال المباشر بين جهازي كمبيوتر حيث إن استخدام عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر الشخصية يتميز بأنه أرخص من إقامة جهاز خادم مركزي، كما أنه يجعل من الصعب بالنسبة لقراصنة الإنترنت اختراق هذا النظام.وتطرق فريس إلى مشروع ''سكايبر'' للمرة الأولى في مقابلة مع جريدة دنماركية في أواخر عام 2002. وكلمة سكايبر هي مزيج بين كلمتي ''سكاي'' وتعني ''السماء'' باللغة الإنجليزية، وكلمة ''بيير تو بيير'' وتعني الاتصال المباشر بين جهازي كمبيوتر. وقال فريس آنذاك ''نعتقد أن هذا المشروع يمتلك مقومات النجاح القوي الذي حققه برنامج كازا''.
وفي وقت لاحق تحول ''سكايبر'' إلى ''سكايب''، حقق بالقطع نفس النجاح الذي حققه برنامج ''كازا'' الذي اختفى ولم يعد له وجود في وقت لاحق. وتم تسجيل موقع سكايب الإلكتروني في 23 أبريل عام 2003، وكان المبرمج الأستوني أهتي هينلا يتولى معظم أعمال البرمجة الخاصة بخدمة سكايب. وبدأت عجلة النجاح تدور بقوة في 29 أغسطس من نفس العام عندما أزيح النقاب عن أول نسخة على الإطلاق من برنامج سكايب.
وقال زينستروم في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية وهو يتذكر السنة الأولى العصيبة من عمر البرنامج ''استغرقت نحو عام لجمع المال اللازم لبرنامج سكايب''. وتتميز الاتصالات التي تتم عبر برنامج سكايب، سواء كانت في صورة رسائل نصية أو صوتية أو مرئية بأنها مشفرة، باستخدام تقنية تحافظ الشركة على سريتها، وهو ما أضفى على الخدمة شعبية متزايدة من جانب الأشخاص الراغبين في حماية خصوصيتهم، رغم أن سكايب وافق على الكشف عن البيانات في حالة التحقيقات الجنائية. وأحدث نجاح خدمة سكايب تغييرا في صناعة الاتصالات اللاسلكية. وصرح مايكل باول الرئيس السابق للجنة الاتصالات الاتحادية في الولايات المتحدة عام 2004 قائلا : ''عندما قمت بتحميل برنامج سكايب، عرفت أن الأمر قد انتهى''، موضحا ''إن العالم سوف يتغير بشكل حتمي''. وبحلول أكتوبر عام 2004، كان عدد مستخدمي برنامج سكايب قد بلغ مليون شخص.
وتلقى خدمة سكايب مقاومة من كبرى شركات الاتصالات في العالم حيث تحاول حجب إشارة الخدمة وتثير قضية المعاملة العادلة بالنسبة لتداول الأنواع المختلفة من البيانات عبر الإنترنت، وهي مسألة محل نزاع قضائي أمام المحاكم. وفي عام 2005 اشترت شركة إي - باي للتجارة الإلكترونية خدمة سكايب نظير 3.1 مليار دولار، ولكنها لم تحقق النجاح المأمول من ورائه ، فقامت ببيعه مرة أخرى عام 2009 إلى مجموعة ''سيلفر ليك'' الاستثمارية، وأخيرا استحوذت شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات على سكايب نظير 8.5 مليار دولار.