رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إهدار المتقاعدين

في مطلع شهر 7، غادر صاحبنا مكتبه، مثل كثير من الجيل السابق من السعوديين الذين يتفقون في تاريخ ميلادهم في 1/7. لهذا السبب يمثل هذا اليوم يوم الوداع والارتحال نحو أفق التقاعد.
خلال فترة عمله، عاش حياة مليئة بالنشاط والعطاء. خروجه من مكتبه كان صعبا، رغم كل الحب والأريحية التي لاقاها من محبيه في يوم الوداع.
لم تفلح محاولاته في الحصول على تمديد. الحقيقة أن إدارته لم تبذل أي جهد في هذا المجال. خرج الرجل من المكتب، بدأ ينزوي بعيدا عن ذاكرة من عرفوه، الحقيقة أنه لم يعد يرى أحدا منهم، وحتى إن اتصل بأحد غالبا لا يجد ردا. كان الأمر ثقيلا على نفسه. المزايا التي كان يحظى بها تتراجع، السيارة، السائق، أشياء أخرى كثيرة لم ينتبه ذات يوم إليها، لكنه الآن يتعرف عليها. راتبه بدأ يتآكل ويضمر، هناك حزمة من الانتدابات والبدلات الأخرى التي لا تدخل ضمن الراتب التقاعدي.
لم يكن ثمة خيارات أمامه ــــ وهو الذي كان يساعد الآخرين في البحث عن وظائف لهم ــــ سوى أن يبدأ في البحث عن وظيفة أخرى له.
قال لي: كان المشوار شاقا وصعبا. بدا الأمر وكأنني شاب صغير يبدأ خطواته الأولى في مدارج الحياة. كان علي أن أتعود وأتصالح مع أمور كثيرة، فالعمل في القطاع الخاص يضعك أمام حالات شاذة تمثل القاعدة في دورة عمل ساخنة جدا. أنت هنا تغدو مجرد رقم. لا أحد يتذكر تاريخك، ولا عطاءك. لقد عملت في القطاع الحكومي أكثر من 30 عاما، خرجت بعدها بالتزامات لا يمكن للراتب التقاعدي أن يغطيها (...).
أظن أن القطاع الحكومي يمكن أن يستفيد من المتقاعدين بالتعاون مع القطاع الخاص في كل العقود التي يوقعها معهم. يمكنه أن يفرض عليهم توظيف المتقاعدين الراغبين في العمل. ما يحدث لبعض المتقاعدين لا يليق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي