أرباح الربع الأول تجعل المؤشرات سلبية في بعض القطاعات المهمة
انتهت فترة ترقب النتائج للربع الأول من عام 2013م وظهرت الصورة الكلية للسوق السعودية وللمتعاملين فيه. ويهمنا هنا معرفة المحصلة من خلال نظرة السوق وربطها بأداء القطاع لتتم المقارنة والتعرف على رأي السوق حولها.
النتائج أفرزت توازنا وإعادة تقييم من طرف السوق تجاه النتائج الربعية وقطاعات السوق المالية المختلفة. لا شك أن التوازن ومراجعة الأسعار سيكون لهما تأثير مباشر على السوق والمتداولين ومنها تتوافر فرص يمكن الاستفادة منها، خاصة إذا كان التراجع الربعي هو استراحة يمكن أن تتحسن الربحية بعده لتدفع السوق في الاتجاه الصحيح وتخلط الأوراق.
نعم هناك مؤثرات سلبية، لكن هل هي مستمرة أم مؤقتة؟ وأكبرها ما يحدث في قطاعات المصارف والبتروكيماويات والاتصالات.
المتغيرات المستخدمة
تم استخدام متغيرات مرتبطة بأداء الشركات وسعر السوق من خلال العائد للسهم والسعر للعائد والقيمة الدفترية والسعر للقيمة الدفترية وربح القطاع في الربع الأول من عام 2013م، مقارنة بالربع الأول من عام 2012م وحجم النمو.
السوق بشكل عام
مع إقفال تداولات أمس الأول، كان متوسط ربحية السهم في السوق السعودية 2.281 ريال، وكان مكرر السعر للعائد للسوق، حسب إحصائيات تداول هي 13.217 مرة في حين كانت القيمة الدفترية كمتوسط للسوق السعودية 18.36 ريال. وفي المقابل، كان مضاعف القيمة الدفترية هو 1.83 مرة.
والملاحظ أن الأرقام تقريبا ثابتة ومن فترة، لذلك وعند انتهاء ظهور نتائج الأرباح للسوق لم يرتفع السوق، حيث تراجعت من 25.45 مليار ريال لتصبح 22.69 مليار ريال بنسبة تراجع بلغت 10.85 في المائة. وبالرغم من أن المؤشر بلغ مستويات أعلى من 7100 بكثير في الربع الأول من عام 2012م إلا أنها استقرت عند 7100 نقطة لتحافظ علي مؤشراتها السابقة عند مستوياتها المتحققة في الفترة السابقة في ظل تراجع مستويات النمو المتوقعة لها.
القطاع المصرفي
من القطاعات التي حافظت على مستويات ربحيتها، ولم تتراجع إلا بنسبة بسيطة جدا، مقارنة بغيرها من القطاعات. وكان العائد على السهم في القطاع يعتبر الرابع من ضمن القائمة المختارة وإن كان السعر للعائد في القطاع يعد ثاني أقل مكرر (وهو مؤشر جيد) والقيمة الدفترية للسهم في القطاع تعتبر ثالث أكبر قيمة، وفي المقابل كان مضاعفها الأقل في السوق وهو مؤشر مقلق من طرف المتداولين ولقطاع يحصل على مزايا تضمن استمرارية نموه كقطاع.
القطاع البتروكيماوي
من القطاعات التي تراجعت مستويات ربحيتها وكان تراجعها يعتبر ثاني أكبر تراجع بغيرها من القطاعات. وكان العائد على السهم في القطاع يعتبر الثاني من ضمن القائمة المختارة وإن كان السعر للعائد في القطاع يعد ثالث أقل مكرر (وهو مؤشر جيد) والقيمة الدفترية للسهم في القطاع تعتبر أكبر قيمة. وفي المقابل، كان مضاعفها ثالث أقل مضاعف في السوق وهو مؤشر مقلق من طرف المتداولين ولقطاع استطاع أن يحصل على مزايا تضمن قدرته على التنافس عالميا.
قطاع الأسمنت
من القطاعات التي حافظت على مستويات ربحيتها ونمت بنسبة جيدة بلغت 5.58 في المائة (ثاني أعلى نمو)، مقارنة بغيرها من القطاعات. وكان العائد على السهم في القطاع يعتبر الثاني من ضمن القائمة المختارة، وإن كان السعر للعائد في القطاع يعد ثاني أعلى مكرر (وهو مؤشر انعكاس لتوقعات النمو هنا)، والقيمة الدفترية للسهم في القطاع تعتبر أول أقل قيمة وفي المقابل كان مضاعفها ثاني أعلى رقم في السوق وهو مؤشر يعكس تفاؤلا كبيرا من طرف المتداولين ولقطاع يحصل على مزايا الطلب المحلي المرتفع.
قطاع التجزئة
من القطاعات التي حققت مستويات ربحية مرتفعة وقصب السبق في السوق، حيث نما بنحو 14.13 وللسنة الثانية على التوالي، مقارنة بغيره من القطاعات. وكان العائد على السهم في القطاع يعتبر الأول من ضمن القائمة المختارة وإن كان السعر للعائد في القطاع يعد أعلى مكرر (وهو مؤشر يعكس التفاؤل تجاه القطاع) والقيمة الدفترية للسهم في القطاع تعتبر ثاني أقل قيمة، وفي المقابل كان مضاعفها الأعلى في السوق وهو مؤشر ثقة قوية تجاه القطاع.
قطاع الاتصالات
من القطاعات التي تراجعت مستويات ربحيتها وبنسبة كبيرة تصل إلى 32 في المائة، مقارنة بغيرها من القطاعات. وكان العائد على السهم في القطاع يعتبر الأخير من ضمن القائمة المختارة، ولكن أعلى من السوق وإن كان السعر للعائد في القطاع يعد أقل مكرر (وهو مؤشر جيد ولكن عدم تفاؤل من طرف السوق) والقيمة الدفترية للسهم في القطاع تعتبر ثاني أكبر قيمة، وفي المقابل كان مضاعفها ثاني أقل رقم في السوق وهو مؤشر مقلق من طرف المتداولين ولقطاع يحصل على مزايا وأقل حتى من السوق، كما هو حاصل في القطاع المصرفي.
مسك الختام
الملاحظ أن نتائج الربحية في الربع الحالي أثرت في نظرة السوق وجعلت المؤشرات سلبية في بعض القطاعات المهمة، حيث بلغت قيما أقل من المتوسط العام (السوق ككل)، فهل تمثل مصادر تحسن أو تراجعا مستقبلا الإجابة تشكل مصدر عوائد جيدة لمن يعرفها.