رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


قاتل .. ينام مع ابني!

ترددت كثيرا قبل أن أبدأ في دق ناقوس الخطر ليسمع دوي صوته كل أب وأم منحا أبناءهم الثقة المفرطة ثم ناما ملء جفونهما عن دواهي الأيام وحادثات الليالي، لكن ذلك الضمير الممسك بتلابيب أنفاسي صرخ بي: الصمت لم يعد يجدي وترميم البيوت المحطمة يؤخر انهيارها، لكنه لا يمنعه.
ما رأيته وشاهدته وعايشت وقائع أحداثه التسلسلية مع مجموعة كبيرة من المراهقين والمراهقات، دفع بي لأن أمزق قيود الإحراج وأتحدث معكم بكل صدق وشفافية وإشفاق على أبنائنا وبناتنا؛ فكثرة اندساس رؤوسنا بالرمال لن يحل أي مشكلة نواجهها، لن أحدثكم بشكل تجريدي فلسفي جامد، لكني سأحدثكم من واقع ما رأيت وعلمت، ولأني أحبكم سأدق ناقوس الخطر، ولكم أن تسمعوه ولكم أن تسدوا آذانكم كي لا تسمعوه، لكن يوما ما ستجدون ما قلت لكم واقعا مجسدا وستذكرون كلماتي، لكن أتمنى ألا يكون الأوان قد فات.
تحت شاشات جوال مراهقيكم تقبع قنابل موقوتة تهددهم ليليًا بنسف أخلاقهم ومروءتهم وتحويلهم إلى أدوات جنسية لا تقيم وزنا للحلال والحرام، هناك ''جروبات'' جنسية سعودية بدأت تنتشر بالجوالات تبحث عن صغار السن من 10 إلى 16 تبدأ في إرسال رسائل حب واحتواء لهم ببداية الأمر، ثم بعد السيطرة عليهم تبدأ هذه ''الجروبات'' بإرسال رسائل وصور جنسية بشكل مكثف إلى أن يتقبلها الطرف الآخر ويدمن على مشاهدتها ليليًا، ثم يبدؤون بإرسال المقاطع الجنسية التي تستثير كل الغرائز في نفس المتلقي، وبعدها يبدؤون بطلب إرسال صور شخصية من هؤلاء الصغار وشيئا فشيئا يستجيبون لهم، ثم يطلبون منهم إرسال صور بأوضاع جنسية مختلفة وحين تصلهم يبدؤون بابتزازهم من خلال خيارين لا ثالث لهما، وهي إما أن يوافقوا على ممارسة الفاحشة معهم أو الفضيحة ونشر صورهم، وكثير من الصغار لجهلهم وخوفهم يوافقون على الاستمرار بإرسال صورهم الجنسية إلى هذه ''الجروبات''، وهذا ما يفسر وجود صور شباب صغير على هذه المواقع الإباحية أو ما يسمونهم ''الورعان''، أما البقية فيوافقون على الخروج معهم؛ لأنهم يظنون أن عملية الابتزاز ستنتهي عند هذا الحد، ولا يعلمون أنه سيتم تصويرهم بشكل مباشر فيما بعد!
أبناؤنا في هذه الفئة العمرية في خطر شديد يتهددهم، خاصة من يحملون جوالات معهم، فيا أيها الآباء والأمهات قبل أن تفاجأوا بوجود صور أبنائكم على هذه المواقع، فلتضربوا بالتربية الحديثة عرض الحائط، وعليكم بالتربية الإلهية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا).
وإن اضطركم الأمر إلى تفتيش جوالات أبنائكم وبناتكم فافعلوا ذلك ''عند الضرورات تباح المحرمات''، فمن واقع شاهدته أرسلت لكم هذا التحذير، فإن شاهدت على ابنك أو ابنتك في هذا العمر شرودا وضيقا وعدم تركيز وحبا مفاجئا للعزلة، وخوفا زائدا على الجوال وقضاء وقت طويل عليه فانتبه، فلربما يكون قد وقع ضحية لهذه ''الجروبات الجنسية'' التي بدأت تعمل بتنظيم وتكتيك عجيب، وهذا ما يفسر ارتفاع جرائم الابتزاز الجنسي.
وحين ترى ما أخبرتك عنه، فاحتفظ بهدوء أعصابك؛ لأن ذلك سيعينك على حل المشكلة والخروج منها بأقل الخسائر.
وفي الأسبوع المقبل ـــ بإذن الله ـــ سأكمل معكم حول هذا الناقوس الذي يجب أن نستمع جميعنا كآباء وأمهات ومربين وإعلاميين وأطباء نفس وعلماء دين وعلماء اجتماع... إلخ، لدقاته جيدا قبل أن يهوي فوق رؤوسنا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي