مرة ثانية تراجع في الوسط
يبدو أن تباطؤ الاقتصاد الصيني أثر في الأسواق العالمية وأسواق المنطقة ككل، حيث هبطت كل أسواق آسيا وأوروبا ولم تختلف عنها أسواق الولايات المتحدة ولا أسواق النفط، حيث اخترقت أسعار نايمكس حاجز الـ 90 دولارا الإثنين وتستقر فوق 88 دولارا للبرميل. والضغط على السوق السعودية من طرفين عالميا، كما أشرنا من زاوية احتمالات تأثر الأسواق العالمية بفعل نمو السوق الصينية، وبيانات الدخل القومي ومحليا على خلفية نتائج القطاع البتروكيماوي، التي ظهرت خلال الأسبوع الحالي في قضية أسعار اللقيم وتغيرها والغاز الصخري (الذي سيكون تأثيره لفترة وعاد مرة أخرى في ظل الحديث عن أسعار اللقيم). من حق الشركات أن تستخدم الوسائل المشروعة للدفاع عن مكتسباتها والفوائد، التي تجنيها بفعل دعم الدولة ومساندتها، خاصة أنها المالك الأكبر في قطاع البتروكيماويات. ولكن ألا نعرف متى سيكون حجم التأثير فهو ما لم نتعود عليه من طرف السلطات الرسمية، التي حرصت على منهج الشفافية وإيضاح الأثر.
النتائج التي نشرت الإثنين غطت عددا من القطاعات وتذبذبت بين الإيجاب والسلب، ولكن لا تفسر من خلالها تراجع السوق السعودية بهذه الصورة السلبية حتى السيولة تجاوزت 7.8 مليار ريال، وهو حجم جيد بمقاييس الربع الحالي. ولكن يبدو أن السوق تنتظر نتائج قياسيات مهمة ومؤثرة في الفترة الحالية يدور حولها نوع من التخوف حول التراجع، التي ركزت عليها الشركات المالية في عرضها الحالي وللربع الأول من عام 2013. ولعل صدور الشركات المهمة في قطاع البتروكيماويات مثل ''التصنيع'' و''سبكيم'' والأهم ''سابك'' لتهدئ من الضغوط والتخوفات الحالية في السوق.
نأمل مع صدور باقي النتائج خلال الأسبوع الحالي أن تحقق نوعا من الضغط الإيجابي على السوق وتخفيفا من حجم التراجع، الذي تعانيه حاليا. وحبذا لو يكون هناك قراءة لأثر تغير سعر اللقيم على ربحية الشركات وطرح هذه الحساسية حتى لا يتعامل المستثمر مع مجهول يتم من خلاله تصويره بأكبر من حجمه فيؤثر بصورة سلبية أكثر من اللازم. حتى الإثنين فقدت السوق نحو الـ 100 نقطة إلا قليلا وهو معاكس للتوقعات الإيجابية التي عشناها الأسبوع الماضي. فالسلطات الرسمية عودتنا في عدد من التحاليل والإعلانات إصرارها على تحديد حجم الأثر ومن حقنا معرفة حجم الأثر الموجود لدى التنفيذيين في الشركات المعنية.