جولة أمير الرياض .. وتنمية المحافظات

لست مع الذين يرون أن جولات المسؤولين المعلنة للمناطق والمحافظات وما يصاحبها من مظاهر احتفالية وإعلامية لا فائدة منها.. بل أرى أن مجرد ترك المسؤول كرسي مكتبه والنزول إلى الميدان يعني أنه لا يعتمد على التقارير المكتوبة التي تجمل أحياناً بخلاف الواقع، بل يلتقي بالمواطنين فيقرأ في وجوههم مطالبهم حتى قبل النطق بها.. ولعل جولة أمير منطقة الرياض خالد بن بندر بن عبد العزيز ونائبه الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز خير دليل على ذلك، ففي المحافظات التي تمت زيارتها لم يستمع الأميران إلى كلمات المسؤولين الرسميين فقط، بل استمعا إلى كلمات الأهالي وطلباتهم وشكاواهم إن كان هناك تقصير يستحق الشكوى.. ولم يمنحا معظم الوقت للمظاهر الاحتفالية، وإنما كان التركيز على الاجتماع أولاً برؤساء الدوائر الحكومية ثم زيارة المشروعات على الطبيعة، والاستماع للمواطنين في مختلف المواقع حول المشروعات والخدمات المقدمة لهم بشكل عام.. ولم يكن الأمر مجرد سماع وإنما هناك من مرافقي الأمير من يدون هذه الملاحظات بعناية تامة لتأخذ طريقها إلى لجنة تنمية المحافظات، التي سبق أن شكلت بأمر من الأمير سطام بن عبد العزيز - يرحمه الله.
ولعل ما يضفي على هذه الزيارات المزيد من الفاعلية حضور مسؤولين بارزين من كل جهة حكومية يتفقد الأمير مشروعاً تابعاً لها، حيث يستمع بنفسه للملاحظات ولتوجيهات أمير المنطقة بصفته الحاكم الإداري والمسؤول الأول عن تنمية المحافظات التابعة له وضمان حسن تنفيذ مشروعاتها وتوفير الخدمات لسكانها.
ويقابل نشاط أمير منطقة الرياض ونائبه وبعض أمراء المناطق الأخرى، إهمال للزيارات الميدانية من قبل معظم الوزراء ووكلاء الوزارات فلم نسمع أو نشاهد مسؤولاً يقف على مشروع ينفذ في الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب، بل إن مشروعات في وسط المدن وعلى بعد أمتار من مكتب المسؤول تتعطل وتتأخر وتعطى من مقاول في الباطن إلى آخر حتى تصل الرابع أو الخامس، ثم تظل لسنوات تحطم سيارات المارة وتهدر أوقاتهم وتزرع الاحباط واليأس في نفوسهم.. ولو كلف المسؤول نفسه بالسؤال فقط عن أسباب تعثر هذا المشروع وإلزام المقاول الأول بالتنفيذ أو حرمانه من أي مشروعات قادمة.. لتغيرت الأحوال.
وأخيراً: لديّ ثقة كبيرة أن جولات أمير الرياض ونائبه على محافظات منطقة الرياض ستؤدي الى تنمية تلك المحافظات، وبالتالي بقاء سكانها فيها مما يخفف الضغط والهجرة إلى مدينة الرياض التي لم تعد تستوعب المزيد.
والخلاصة: النزول للميدان من قبل كبار المسؤولين من أمراء ووزراء كله خير.. وهو الأسلوب الأمثل الذي يناسب العصر أما ''البروج العاجية'' والمكاتب المغلقة فلم تعد صفة المسؤول الناجح الذي يتحمل الأمانة ويقف على تفاصيل الأمور بنفسه، حيث تبرأ ذمته أمام الله ثم أمام القيادة التي منحته الثقة وحملته الأمانة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي