الثقافة وترميم الصورة

كان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة حصيفا، وهو يتواصل مع نادي تبوك الأدبي، ويقرر إطلاق مهرجان الشعر الخليجي، الذي أدت يد خفية إلى تعثره والإعلان عن تأجيله رغم وصول الضيوف.
تصور أن تأتي مدعوا إلى مهرجان ثقافي، ثم يتم إبلاغك بالتأجيل. هذا جزء من الصورة الملتبسة التي تعيشها أنديتنا الأدبية. وفي أكثر من ناد أدبي هناك حكاية - في الدمام، وفي أبها، وفي القصيم، وأخيرا وليس آخرا في تبوك.
وعندما تحاول التفتيش عن مكمن الخلل، تصطدم بسلسلة ألغاز عجيبة. مثل هذا حصل أيضا مع الناشرين قبل بدء معرض الرياض الدولي للكتاب.
في كل هذه الأحداث والقصص، كان بلسم الوزير هو الذي يزيل الإشكال ويخفف الآثار.
في تبوك، كانت وسائل الإعلام ترصد المشهد من هنا وهناك، وكانت صحيفتا الوطن والشرق الأبرز في متابعة هذه الدراما. تعثر مهرجان الشعر الخليجي أصبح كرة تتقاذفها إدارة النادي ووكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية. بالنسبة للمتلقي، الأمر بدا غير مريح. مجمل الصورة لم تكن جميلة. هناك أشقاء من دول خليجية وصلوا إلى تبوك، كان يحدوهم فرح المشاركة في التواصل مع الأدباء والمثقفين في نادي تبوك الأدبي.
إن الثقافة تبني جسورا، وتبني صورة ذهنية، وهذا ما تجتهد الوزارة فيه خارجيا، ولعل آخر هذه الجهود شهدتها ألبانيا من خلال عاصمتها تيرانا وثلاثة مدن أخرى. ولكن من المهم حتى يتكامل هدف تحسين الصورة، أن تجري محاسبة كل من يتسبب في أي تشويه ناتج عن إهمال، سواء في الداخل أو في الخارج.
مثل هذه الأمور لا تحتمل أي اجتهادات. وليس مطلوبا دائما أن يرفع وزير الثقافة والإعلام سماعة هاتفه ليسأل نادي تبوك الأدبي مثلا عن المسؤول عن تعطيل مهرجان الشعر الخليجي في تبوك. لا بد من إجراء يجعل مثل هذه الفوضى تتوارى. نحن نتكلم عن سمعة بلد، لا عن خلاف في استراحة خاصة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي