رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


وفرة البدائل .. واحتياجات الشباب

تسعى الأجهزة الرسمية لخلق بدائل التوظيف لمواجهة احتياجات الشباب، وتسهم هذه البدائل في حل جزء من مشاكل التوظيف أو التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لكن تبقى وفرة البدائل لتغطي احتياجات شرائح المجتمع كافة، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى الجميع وتقديم يد المساندة لاستحداث الفرص المناسبة للشباب والشابات هي القضية الكبرى التي تحتاج إلى كثير من الدراسة وتفعيل عدد من القرارات والممارسات التي تتجاوز الأنظمة البيروقراطية للتعامل مع الأحداث بفكر إدارة الأزمات.
نسب البطالة التي تعيشها المملكة نسب مخيفة إذا ما ربطت بأعداد الشباب المقبلين على سوق العمل بمختلف شرائح المجتمع التعليمية من خريجي الجامعات، ومخرجات برامج الابتعاث والتعليم التقني وغيرها. الاحتياجات تتمثل في إيجاد فرص عمل مناسبة ومتوافقة مع إمكانات هذا الجيل الشاب، ومتوائمة مع قواعد وممارسات المجتمع المحلي. من الضروري التعامل مع كل حالة على أنها حالة مستقلة تحتاج إلى استحداث الحلول المناسبة لها، وهذا الأمر سيشكل ثقلا على ميزانية الدولة، لكن هذا الضغط سيؤتي نتائجه في سنوات قليلة وسيحدث نقلة نوعية في تفكير المجتمع وتأثير قطاعات الأعمال لاستيعاب الطاقة البشرية القادمة.
تتوافر حاليا عديد من البرامج البديلة للتوظيف والتي تعتمد على تأسيس المشاريع الصغيرة، أو دعم المشاريع القائمة من خلال الصناديق المتخصصة لتغطية تكاليف القوى العاملة المحلية. لكن هذا لا يكفي للتعامل مع كثير من الحالات. فكثير من الشباب أو الشابات غير قادرين على تأسيس مشاريع خاصة ومنتجة؛ لضعف الإمكانات أو لعدم الحاجة إلى مثل هذه المشاريع في بعض المناطق، إضافة إلى أن التوظيف في الشركات والمؤسسات القائمة لا يستوعب نسبة كبيرة من المؤهلين من الجنسين للعمل في هذه الحقول.
يظهر لنا سؤال مهم في هذه المرحلة، هل تتوافر البدائل المناسبة لكل فئة أو شريحة مجتمعية. الإجابة في هذا الوقت لا تتوافر برامج تتعامل مع فئات وشرائح مختلفة من المجتمع. فخريجو التعليم العالي في حاجة إلى برامج توازي مهاراتهم وخبراتهم، خريجو مؤسسات التعليم الفني والتقني في حاجة إلى مشاريع تحتضن أفكارهم، وخريجو التعليم الأقل في حاجة إلى بدائل توفر لهم الفرص التي لا يجدونها في الحياة العامة أو في برامج التمويل الحكومية أو الأهلية.
مثلما قلت سابقا الدولة حريصة على توفير البدائل المناسبة، والجهات الرسمية والأهلية تعمل لمواكبة الفئة الكبرى من شريحة طالبي العمل، لكن تبقى شرائح مهمة غير مفعلة في المجتمع وتحتاج إلى توفير البدائل لها لتنضم إلى قافلة الإنتاج والنفع للبلد وأهله. وجود مظلة لمؤسسات رسمية وأهلية لتفعيل مثل هذه المبادرات أمر مهم في هذا الوقت. جيل الشباب يعدّ من أكبر شرائح التركيبة السكانية وأي خلل في هذا الجيل سيؤثر في تركيبة المجتمع حاليا ومستقبلا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي