رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


السلام المستحيل بيننا

اكتشفت أن جاري يتعمد عدم الرد عليّ عندما أقول: السلام عليكم. في البداية تصورت أنه لا يسمع، أو أن الأمر مرتبط بحالة سرحان. ثم اكتشفت أن الأمر متعمد. لست ممن يخوض نقاشات مع مَن يصدر منه مثل هذا التصرف. لكنني اعتبرت الأمر لافتا للانتباه.
عندما بدأت التدقيق في الأمر، اكتشفت أن هناك سلوكا بدأ ينتشر، ... بعض الناس ليست لديه رغبة في أن يرد السلام. حاولت أن أتلمس السبب. هل المسألة سلوك يعكس جنوحا للتقدمية باعتبار السلام شكلا من أشكال الارتهان للماضي؟ لا أعتقد أن من يفكر بهذه الطريقة يملك عقلا.
الحقيقة أنني صرت أتعمد إلقاء السلام بصوت مسموع. أفعلها دائما. في أماكن عامة، في المصعد، في الشارع، في النادي الرياضي. بعد فترة بدأت أشعر بنوع من الإحباط. هناك فئة من الناس تريد أن تتوحد مع ذواتها. تعتقد أن الرد على السلام لا بد أن يتلوه شيء لا تحمد عقباه، ولذلك يتصنع الإنسان اللامبالاة ويتجاهل الرد.
هذا الحاجز الطاغي، الذي يتوارى الناس من خلاله عبر أسوار عالية، هو جزء من شكل عام بدأ يتغلغل في دواخلنا. أدى في النهاية إلى اختفاء أشياء راقية ليس أولها السلام، ولا آخرها الابتسامة.
إن غياب هذين الأمرين جعل أشياء أهم تتوارى. الشهامة والإنسانية والإحساس بالآخر. مرة أخرى نحن نكشف عن أخلاقنا الحقيقية خلال ملاصقتنا للآخر سواء في السيارة أو أي مكان عام. ما الذي يحدث لنا؟ من يعيد لنا تلقائية وحلاوة سلوك آبائنا؟! هل الصلف الذي يتغول في نفوسنا هو الأصل، أم أنه مجرد قناع؟ ما الذي يجعلنا نتمسك به؟ أعرف أنها أسئلة مملة، لكنها ضرورية لكسر حاجز السلام المستحيل بيننا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي