رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


صديقي الخائف من القطيع!

أفكار صديقي لافتة، ولكنه في خطابه للرأي العام يعلن رأيا مخالفا لأفكاره. وقد انتهزت الأسبوع الماضي فرصة لمناقشته في هذا التناقض، واحتد الحوار بيننا، وقال بعصبية : يا أخي لا يمكنني أن أجهر بآرائي، فأنا لا أريد أن أكون وقودا تحرقه نيران الغوغاء والقطيع الذي يتم تسييره دون وعي منه.
أعرف أن وصف "القطيع" مستفز، لكن صديقي الأكاديمي يصر على استخدامه باعتباره المصطلح الدقيق ـــ من وجهة نظره ــــ الذي يصف الحالة العربية وسط موجة التغيرات والفورات التي تشهدها المنطقة.
ولكن صاحبي يصر دوما على أن يقدم لي آراء مختلفة حول الشأن المحلي والشأن العربي والشأن الخارجي. وبعض هذه الأفكار تستحق النقاش، إلا أنه يصر على أن الناس ليسوا قادرين على إثراء الحوار، إذ غالبا سيتم تصنيفك في خندق الأعداء.
من المؤسف أن حالة الاستقطاب تلك جعلت كثيرين يحملون سيوفا مسلولة، تتطاول على الشخص المخالف من خلال طروحات عنصرية أو طائفية أو إقصائية، تصل في نهاية الأمر إلى تجريد هذا الشخص من كل انتماء إيجابي، والإبقاء فقط على الصورة السلبية وتكريسها عنه.
المشهد أفرز استحواذا لا يخفى على أحد، لفئة وخطاب واحد. هذا الخطاب المتسيد في غالبه خطاب نقدي، لا يطرح أي رؤية إيجابية، بل يتصيد السلبيات، ويعمم خطابات التخوين والنفاق على شرائح واسعة. في المقابل يعاني كثيرون ممن يحاولون إمساك العصا من المنتصف، من حالة غضب من كل الجهات.
بعض الأطراف المعروفة بالوسطية أصبح لديها خطابان: خطاب جميل من خلال المنابر التقليدية. وخطاب آخر يجاري موجة التشدد والنقد من خلال منابر الإعلام الجديد. هذا الالتباس مدعاة للدرس والتحليل، وأحيانا مدعاة للتسلية أيضا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي