بداية الانطلاق للسوق
يبدو أن اكتساء أسواق آسيا باللون الأخضر واستمرار النفط فوق ٩٤ دولارا أعطى انعكاسا إيجابيا للسوق السعودية لتستمر فوق الـ7100 ويضيف نقاطا تجعلها تتخطى حاجز الـ7150 نقطة ويقترب من الـ7200 نقطة.
ولعل افتتاح واستمرار أسواق أوروبا على الأخضر دعم السوق المحلية مع انفراج مشكلة قبرص أمس، ولعل السيولة لم تكن كبيرة أمس وفي حدود 5.3 مليار ريال، لكنها كانت إيجابية في ظل توقعات أكثر تفاؤلا في قطاع البتروكيماويات، وربما تحسن الربحية في الربع الأول من العام الحالي.
ولعل الضغوط السابقة حول الغاز الصخري والنفط أثرت بصورة سلبية على توقعات المستثمرين وحدت من توقعاتهم وربما في الفترة الحالية ومع قرب النتائج تغيرت التوقعات والنظرة تجاه السوق.
يدور الحديث كثيرا هذه الأيام عن قدرة المتداولين على تلافي الأخطاء الاستثمارية، وعن مدى قدرتهم على فهم السوق وآلياتها، وبالتالي إلى أي مدى يمكن أن يستغلوا من طرف المضاربة أو من دخول مستثمرين أجانب يستطيعون دفع السوق والخروج منه.
وفي الواقع ومن الخبرة المتواضعة مع زملاء من أسواق مجاورة وبعيدة استطاع المتداول السعودي أن يصنع ما لم يقدر عليه الغير في التداول ورفع الأسعار.
نعم اكتوى البعض بها في السوق، لكن المتداول الآن أصبح أكثر وعيا وتفهما، ولو نظرنا لسهمين هما "أسمنت الشمالية"، التي تم رفع سعرها لحدود مرتفعة، لكنه عاد لنفس المستويات و"رعاية"، التي حصلت معها نفس القصة وعادت لمستوى الشركات المماثلة لها.
ولم يستطع التدوير والضغط في الحفاظ والاستمرار في المستويات المرتفعة لفترة طويلة، وإنما تعد بالساعات.
لذلك مقولة إن دخول المستثمر الأجنبي المباشرة، كما يحدث في الأسواق العالمية لن تؤدي إلى انهيار وخسارة الكل، فالسوق السعودية بعدد متداولين وتجزئة الملكية ستصاب المهمة، ولن تكون القضية بنفس السهولة، ولو تمت قبل عدد من السنوات حين كانت المضاربة ممكنة.
لذلك من المتوقع أن فتح السوق أو دخول رؤوس أموال ضخمة الآن لن يؤثر سلبا وربما يفيد السوق فالعمق الحالي من ناحية قيمة السوق وحجم وعدد شركاته تصعب مهمة المتلاعبين، والله أعلم.