الجولة المفاجئة بالصور
بدت صورة د. صالح بن محمد الصالحي مدير عام المديرية العامة للشؤون الصحية المنشورة في الصحف أمس جميلة جدا وهو يمسك بالنظارة في يده وينظر إلى عدسة المصور خلال الجولة التي قال الخبر إنه فاجأ بها مستشفى القطيف المركزي.
الحق أن د. صالح ليس أول شخصية عندنا تنفذ جولات سرية ومفاجئة، ورغم سرية هذه الجولة، لكن صورته خلال الجولة تتسيد الخبر في كل الصحف التي تناولته.
الشيء اللافت أن هذه الموهبة برعت فيها وزارة الصحة منذ عشرات السنين، إذ إن وزراء عدة كانوا يلجأون إليها خلال توليهم منصب مدير الشؤون الصحية في هذه المدينة أو تلك.
كانت صور مديري الشؤون الصحية ترافق الجولات السرية لتعكس بالدليل العملي أن المدير يعمل. وقد تمت ترقية مديرين للشؤون الصحية ـ على الأقل ـ إلى مرتبة وزير، ولا يمكن الجزم حقيقة ما إذا كان للجولات السرية والمفاجئة أثر في ذلك أم لا، لكن المؤكد أن العودة للأرشيف الصحفي، ستكشف أن الجولات السرية المفاجئة التي تواكبها قوافل إعلامية كاشفة، أصبحت إحدى اللغات التي يتم استخدامها من أجل إرسال رسالة للمسؤول وللمواطن مفادها: نحن نعمل بمنتهى الجدية. في مستشفى القطيف المركزي، أفضت الجولة المفاجئة إلى إعفاء رئيسة التمريض النيجيرية، بعد أن رصد المدير جملة ملاحظات أثناء الجولة الـ (مفاجئة). تحتاج كل منشآت وزارة الصحة من مستشفيات ومراكز رعاية صحية أولية إلى زيارات مفاجئة، مع عدم الإصرار والحرص على التقاط الصور الجميلة أثناء الجولة، حتى يقتنع المشاهد أن الجولة مفاجئة فعلا. ويحتاج المسؤول إلى أن ينصت لشكاوى الناس من المواعيد الطويلة، التي لا تراعي أنهم مرضى يحتاجون للعلاج سريعا، أيا كانت حدة المرض الذي يشكون منه سواء كان مزمنا أو طارئا. الخبر قال كل شيء، لكنه لم يقل لنا رأي الناس في خدمات مستشفى القطيف المركزي. وأخشى أن الهامش لا يتسع لأكثر من صورة المدير مبتسما وموجها.