ذاكرة إعلامية مثقوبة

شعرت بحزن وأنا أقرأ مقالة الدكتور بدر كريم أمس في صحيفة المدينة، وهو يتحدث عن أرشيفه الإعلامي ويسرد أسماء بعض برامجه وبعض ضيوفه في الإذاعة، ويشكو من ضياع هذا الأرشيف، ويلوم بمنتهى اللطف نفسه لأنه لم يحتفظ لنفسه بنسخة شخصية من أرشيفه حتى يتمكن من العودة إليها ضمن مشروع لكتاب كان يتمنى إصداره.
لقد تعرض جزء من أرشيف الإذاعة والتلفزيون، منذ انطلاق نشاطهما للتلف، بسبب عوامل عدة منها الإهمال أو حتى التسريب إلى خارج المبنى، لتلفزيونات وإذاعات محلية خاصة.
ونحن نشهد على "اليوتيوب" بين الفينة والأخرى نماذج من هذه التسجيلات. ولم نرَ مع الأسف حتى هذه اللحظة قناة على "اليوتيوب" للإذاعة والتلفزيون السعوديين.
وهذا الأمر يعكس تقصيراً وجوراً حادّاً من جهتين: الجهة الأولى تتعلق بذاكرتنا وأرشيفنا الوطني في الإذاعة والتلفزيون، الذي تم تسريب جزء منه إلى شركات خاصة عبر مشاريع حكومية في البداية مثل برنامج "سعودي" الذي أنتجته شركة آرا للتلفزيون ذات زمن. أما الجزء الآخر الإذاعي والتلفزيوني فقد تعرض للتلف بسبب الإهمال. وهناك جزء آخر يظهر بين الفينة والأخرى من خلال "اليوتيوب" عبر جهود بعض الهواة.
إن المأمول من هيئة الإذاعة والتلفزيون أن تحاول ترميم ما يمكن ترميمه من أرشيف الإذاعة والتلفزيون، وأن تسعى إلى أن توجد لها مكانا لائقا على منصات الإعلام الجديد، إذ لا وجود محسوس لها، والمفارقة الطريفة أن وزير الثقافة والإعلام، ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لهما وجود في "تويتر" و"الفيس بوك" مثلا، بينما الأجهزة التي يديرونها غائبة تماما.