مدارس «أرامكو» .. هل اختفت؟
مارست شركة أرامكو منذ نشأتها أدوارا اجتماعية أسهمت في تنمية المجتمع المحيط بها، وفرت الشركة البنى التأسيسية لعديد من المشاريع، لبناء وتطوير المدن التي تعمل فيها، وأحدثت تطورا مشهودا في عديد من المجالات. ومن أهم هذه المجالات تقديم مباني المدارس التي تخدم أبناء موظفيها في المنطقة الشرقية.
في عام 1935 اتفقت الشركة مع الحكومة السعودية بتقديم مباني للمدارس الابتدائية ثم المتوسطة والثانوية للبنين والبنات، تقوم الشركة بعملية البناء والتجهيز وتحمل مصروفات ورواتب أعضاء الهيئة التدريسية والمصروفات التشغيلية لتلك المدارس. استمرت الشركة في تقديم خدماتها حتى عام 2005 بنت خلالها 139 مدرسة (74 للبنين و65 للبنات).
هذا النشاط يعد من صميم المسؤولية الاجتماعية للشركة CSR، الذي عرفناه في مقالات عديدة سابقة، بأنه الدور المجتمعي الذي تقوم به الشركة لإنعاش المجتمع المحيط وتنميته باستدامة، تخدم المجتمع ونشاط الشركة العاملة والمستفيدين من جميع القطاعات ذات الارتباط بوجود الشركة في المجتمع.
المجالات مفتوحة أمام الشركات لتؤسس لأعمال تطويرية تحقق الاستقرار والتنمية المستدامة المرجوة، تأسيس المدن وتقديم خدمات البنى التحتية وخدمات التعليم والصحة، ومعالجة بعض قضايا المجتمع وقضايا الشباب من أهم قنوات التواصل المجتمعي الذي يجب أن تلتفت إليه الشركات بعين ثاقبة، لاقتناص الفرص المناسبة والمشاركة في تطوير الحياة العامة.
أن تتوقف شركة أرامكو عن تنفيذ مزيد من المشاريع المماثلة في هذا الزمن، أو أن تقتصر على مناطق دون أخرى من وطننا الكبير، يعطي إشارات بحاجة إلى التقصي والتعرف على الحقائق خلف مثل هذه القرارات.
المطلوب من شركة أرامكو، وهي الشركة الأكثر تميزا في المنطقة، أن تكون خير مثال لبقية الشركات في مجال العطاء المجتمعي، الذي نأمل منه المزيد، وأن يسهم في بناء المجتمع وسد جزء من احتياجاته التطويرية، التي ستعود بالنفع على المجتمع وعلى الشركة.
أيضا كبريات الشركات الأخرى في البلد مطالبة بالبدء في تنفيذ مشاريع اجتماعية تطويرية تسهم في تأسيس البنى التحتية وتطوير المدن وتقديم الخدمات التعليمية والرعاية الأولية والصحية، التي تتواكب مع ما تقدمه الدولة من مشاريع وخدمات، لتسهم معا في الارتقاء بالبيئة المحيطة وإرساء قواعد العمل المجتمعي.
تستحق ''أرامكو'' أن تكون شركة رائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات في المملكة، ويستحق المجتمع من ''أرامكو'' ومن بقية الشركات أن تسهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تصبو إليها حكومة هذه البلاد، والتي ستحقق من ورائها الشركات مزيدا من النجاحات وفرصا أكبر للاستمرارية.