أعيدوا.. شرائح الجوّال المهاجرة!
الشرائح المهاجرة نقصد بها شرائح الهاتف الجوّال التي خرجت من المملكة قبل خمس سنوات واستقرت في الخارج ويقدر عددها الآن بأكثر من (مليوني شريحة) وتباع هناك دون اسم، وتتيح استقبال الاتصال المجاني من السعودية، واستفادة السعوديين منها لا تتجاوز على أكبر تقدير 15 في المائة وتقدر الأموال التي تخسرها الشركات الثلاث المشغلة من إيرادها بأكثر من مليار و200 مليون ريال سنوياً.. أي خسارتنا المجمعة ربما تصل إلى ستة مليارات ريال، وهذا بسبب التنافس الذي لا يقدر المصلحة الوطنية بين الشركات الثلاث.
هذا العبث بمواردنا، الذي جاء نتيجة لانفلات المنافسة بين الشركات الثلاث، يجعلنا البلد الوحيد في العالم الذي يصدر (شرائح جوّاله)، والعاملون في قطاع الاتصال في الخارج يرونه (غباء استثمارياً) في القطاع، كما أن له (مخاطره الأمنية) علينا وعلى غيرنا.
الحل العملي والإيجابي هو أن يتم إيقاف هذه الشرائح دون تردد، ويمكن للشركات تطوير (باقات خاصة) بالسعوديين سواء للطلاب، وأيضا للسياح في فترات السفر الموسمية وللمرضى ومرافقيهم في الخارج بحيث تتيح الباقات مثل هذه الخدمة المجانية.. والخسارة عندئذ مبررة.
هيئة الاتصالات بدأت خطوات جادة لإيقاف هذا العبث بمواردنا، والشركات الثلاث واجبها الوطني يستدعي وقوفها مع الهيئة والتعاون معها حتى نحافظ على القدرة التنافسية لقطاع الاتصالات في المملكة، فنحن يهمنا أن ينجح المستثمرون ويهمنا أيضا كمستهلكين أن تكون الأسعار على المدى البعيد غير مكلفة علينا.. وهذا لن يتحقق إلا بنجاح الشركات الثلاث في المنافسة الإيجابية التي تضمن استقرارها.. وهذه أكبر فائدة للمستهلكين الآن ومستقبلا.
الرياض.. لن تنتهي الزحمة!
العاصمة في السنوات الأخيرة حققت قفزة كبيرة لعلاج ازدحام الشوارع وفك اختناقات المرور، وأمس الأول تم افتتاح شريان رئيس ناقل للحركة طال انتظاره منذ سنوات بعيدة.. وكل هذه المشاريع الكبيرة في قطاع الطرق سوف نلمس أثرها الإيجابي على المدى القصير.. لأننا الآن نتبنى (حلولاً هندسية) فقط، ولا تتزامن معها (حلول اقتصادية)، وتجارب الدول التي عانت مدنها الكبرى من مشاكل المرور وجدت أن توسعة الطرق تسهل الحركة للسيارات وبالتالي التوسع في الاعتماد عليها، وفي المملكة لدينا كل العوامل المساعدة على التوسع في استخدام السيارات، فأسعار الوقود هي الأرخص في العالم، ومواصفات السلامة في المركبات محدودة، والمواقف متيسرة، فالناس متاح لها أن تقف حيث تشاء، وحتى "ساهر" عندما طبّق مع ـــ الأسف ضج ــــ منه العقلاء قبل البسطاء، والعمالة المتواضعة الدخل بإمكانها أن تشتري السيارة دون عوائق!!
في العاصمة.. الآن أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون سيارة، أي سيارة مقابل كل مواطن والعدد في تصاعد، وهذا الوضع إذا لم يعالج بحلول متكاملة هندسية واقتصادية وتستهدف في المدى البعيد (استفادة المدينة من السيارة) وتوسيع البعد الإنساني للمدينة.. إذا لم يتحقق ذلك فلا تفرحوا كثيرا.. الزحمة لن تنتهي، فمفهوم تخطيط واقتصاديات مدننا يخدم النشاط التجاري ثم السيارة.. وأخيرا الإنسان!!
إعلامنا بعيد عن «همومنا».. والإرهاب
بدأ التلفزيون السعودي، القناة الأولى، بث (برنامج همومنا) الذي يستهدف شرح الأبعاد النفسية والاجتماعية المترتبة على الأعمال الإرهابية المدمرة، والبرنامج الآن يجمع الأطراف المتضررة، فنحن جميعا خاسرون من الإرهاب وشروره وأول الضحايا هم الشباب فهؤلاء هم ثروتنا وهم مستقبلنا ومؤسف أن يكونوا وقود معركة هم أول الخاسرين فيها ومعهم آباؤهم وأمهاتهم وذووهم ونحن معهم.
الإعلام المحلي رغم قدرته الواضحة على التصعيد والتأزيم لم يلتفت إلى هذه الحلقات ومحتواها!
هل تم تهميش خطورة الإرهاب؟.. هل الإحساس بالمسؤولية تراجع؟ ماذا حدث؟!