معرض الكتاب لا يستحق الشكر «فقط»
سعدت كثيراً بحلول موعد افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، وازدادت سعادتي بما شاهدته أثناء حفل الافتتاح من حسن تنظيم وتنوع في فقرات الحفل، وكذلك قاعة العرض، ما يعكس الجهد الكبير الذي بذلته الوزارة في الإعداد لهذه المناسبة المهمة. لم يكن معرض الكتاب لهذا العام نشاطاً عادياً أو مناسبة عابرة لعرض الكتب فحسب، بل كان عرساً ثقافياً مميزاً ومناسبة رائعة استطاعت الوزارة من خلاله أن تتواصل مع المجتمع بجميع فئاته ومؤسساته لتخلق تفاعلا مفيدا وترفيها ممتعا.
وأنا أتجول في أنحائه وأمتّع نظري بمغازلة عناوين الكتب المثيرة كنت أشعر بأن معرض الكتاب لهذا العام لم يقتصر ــــ في الحقيقة ــــ على توفير الكتب الجديدة تحت سقف واحد، أو جلب عناوين مثيرة ومتنوعة لا يمكن الحصول عليها بسهولة من خلال المكتبات المحلية، أو لقاء المثقفين مع بعضهم بعضا من شرق المملكة وغربها ومن شمالها وجنوبها، أو التفاعل بين القراء والمؤلفين، أو توفير ترفيه أسري مفيد يبني الروابط ويعزز التواصل بين الناشئة والأطفال من جهة والكتاب من جهة أخرى، لكنه استطاع أن يمد ذراعيه للمجتمع ويعمّق الصلات بين مؤسسات المجتمع المدني وبين الناس من خلال التعريف بالمؤسسات والهيئات المهمة مثل "الحوار الوطني" وجمعية حقوق الإنسان وغيرها، ومن خلال برنامجه الثقافي الحافل، ومن خلال تكريمه للرائدات السعوديات في مجالات متعددة، هي: قضايا المرأة (الأميرة عادلة بنت عبد الله) والأدب (خيرية السقاف) والعمل الخيري (نورة آل الشيخ) وخدمة المجتمع (مها فتيحي) والفن التشكيلي (نوال مصلي) والتربية (موضي النعيم) والإدارة (ابتسام حلواني)، وكذلك تكريم الفائزين العشرة بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب.
لا ينبغي أن نواجه هذا الجهد الرائع إلا بالشكر والتقدير للوزارة والقائمين عليها، وبدعم جهودهم من خلال الاستفادة من هذه الجهود الكبيرة، وتقويمها ونقدها نقداً بنّاءً، بعيداً عن التشنج وضيق الأفق والنظر إلى الأمور من ثقب ضيق لا يتيح المجال لرؤية صورة مكتملة للواقع.
أتمنى أن تقوم إدارة المعرض بتقويم تجربة كل عام من خلال استقصاء وجهات نظر الزوار وتوزيع استبانة خاصة في أرجاء المعرض، وكذلك في المقاهي ووضعها على البوابة الإلكترونية للمعرض. ولكي يكتمل عقد الحسن، كنت أتمنى أن تكون ورش العمل شاملة للتأليف والنشر وأساليب الكتابة وتقنيات التصوير والفن التشكيلي، وتشتمل ــــ أيضاً ــــ على إبراز قصص نجاح مميزة في هذه المجالات وغيرها. كما أقترح أن تلصق أسعار الكتب عليها؛ حتى لا يضيع وقت المتسوق والبائع في طلب التخفيض، وحتى لا يلجأ قلة من الناشرين للزيادة في السعر متى ما شاءوا. ومن الواضح عدم وصول كتب بعض الناشرين في وقتها؛ ما جعل بعضهم ينشغل بتنظيم الكتب بعد افتتاح المعرض وأثناء تجول الزوار. كما كنت أتمنى أن يواكب تكريم الرائدات السعوديات تخصيص مساحة لعرض إنتاج المرأة العلمي والثقافي.
في الختام، أقدم الشكر الجزيل للوزارة، وزيراً ووكيلاً ومديراً للمعرض على جهودهم المميزة، متمنياً أن يشهد المعرض تحسناً وتطوراً عاماً بعد عام لتحقيق رغبات الزوار ورضاهم بما يخدم العلم والثقافة في بلادنا.