رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


المجهول والمعلوم في الاتصالات

قلت في مقالة الإثنين الماضي إن قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بمنع شركات الاتصالات من تقديم ميزة مجانية التجوال هو قرار ضد الناس.
وجاءت تصريحات مصدر لم يذكر اسمه للزميل مساعد الزياني في ''الشرق الأوسط'' أمس لتؤكد هذا الأمر. قال المصدر المجهول إن القرار جاء لكون المستفيد الأكبر من مجانية التجوال هم الوافدون في الدرجة الأولى ـــ على حد قوله.
طبعا المصدر لا يهمه أن يكون من المستفيدين مثلا نحو 180 ألف مبتعث سعودي بمرافقيهم في مختلف أرجاء العالم، إضافة إلى ملايين السياح السعوديين. خاصة أن خاصية التجوال المجاني لا تمنحها شركات الاتصالات لمن فاتورته تصل إلى 200 أو 300 ريال، وهي الفئة التي يزعم المصدر المجهول أنها أصبحت تتاجر فيها.
ويبدو أنه كان من الضروري للمصدر (المجهول) أن يعزف على هذا الوتر العنصري من أجل أن يعطي قراره مشروعية. دون أن يظهر في الصورة، فهو يعلم أن حجته ضعيفة جدا، إلى درجة أنه لا يمكن لمصدر (معلوم) أن يصرح من أجل إثباتها.
إن رغبة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في ''تعزيز قبضتها'' كما ورد في التقرير وإثبات أنها قوية وذات عضلات ينبغي أن تتجه نحو البحث عن مزيد من المزايا للمستهلك، وذلك من خلال إيقاف تغوّل شركات الاتصالات على المستهلك، والتركيز على مصداقية هذه الشركات في الـ 3G والـ 4G فيما يخص البيانات. ومعالجة الإشكاليات التي تتعلق بسوء خدمة ما بعد البيع. والجور الذي يجده قدماء عملاء هذه الشركات، التي يصل إلى حد منح من يحصل على شرائح جديدة مزايا وأسعار أقل من عميل قديم. ناهيك عن الغبن والضيم الذي اكتوى به المساهمون في بعض هذه الشركات، والإشكالات والتجاوزات التي فاحت رائحتها ونتجت عنها إقالات واستقالات بالجملة. كل هذه التجاوزات تقع تحت نظر الهيئة، وهي تمارس الصمت، لكنها فيما يخص المستهلك تجد الجرأة للتلويح بالتهديد من وقت إلى آخر، إذ إنه دوما: الحلقة الأضعف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي