«التوك شو» الصباحية رهان على كسب الصداقة مع المشاهد

«التوك شو» الصباحية رهان على كسب الصداقة مع المشاهد
«التوك شو» الصباحية رهان على كسب الصداقة مع المشاهد

أكد أكاديميون وعاملون مختصون في مجال الإعلام أن البرامج الصباحية في القنوات الفضائية، التي يطلق عليها مصطلح ''التوك شو''، تعد عربونا تراهن عليه إدارة القناة لعقد صفقة مع المشاهد لمتابعة القناة طوال اليوم، أو جعلها القناة المفضلة لديه على أقل تقدير.

وأضافوا أن هناك شريحة كبيرة تتابع تلك البرامج الصباحية، نظرا لتعدد فقراتها وتنوعها في الطرح، بحيث تحتوي جميع أطياف المجتمع من مختصين في جوانب اجتماعية ووصولا إلى ربات البيوت اللاتي يعتبرن من أبرز مشاهدي تلك البرامج.

#2#

يقول الدكتور فيصل الشميري، عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام في جامعة أم القرى: ''مثل تلك البرامج يفتتح بها المشاهد يومه بأنواع مختلفة من المشاعر، فهو بكل تأكيد يحتاج إلى من يشعره مع بدء يومه بالتفاؤل من خلال الفقرات الإخبارية الخفيفة أو المعلومات التي تفيد صحته وغيرها من تلك الفقرات التي تشد من همته وعزيمته في أن يكون يومه سعيدا، إضافة إلى أنه يحتاج إلى نوع من البسمة من خلال تقديم فقرات ترفيهية ومسابقات تدفعه إلى المشاركة لرفع معدله في النشاط الذهني ويكون حاضرا مع بداية يومه''.

ويضيف الشميري، ''المرأة كذلك تعد من أكبر الشرائح التي تتابع برامج'' التوك شو''، فالكثير منهن ربات بيوت، وتعد تلك البرامج من أفضل البرامج متابعة لديهن، لأنها تعد الشيء الونيس لهن بعد خروج رب الأسرة وأطفالها إلى أعمالهم ومدارسهم، ويخلو البيت إلا بوجودها وحدها، وكذلك نظرا لما تحتويه من فقرات تتحدث عن عالم الموضة، هذا العالم المليء بالمعلومات من خلال الصحة والملابس، وكل أمر يخص المرأة، ولذلك تجد ربات البيوت يتابعون ما تبثه تلك البرامج من آخر الأخبار عن صيحات الموضة العالمية، هذا بخلاف الفقرة الأجمل والأحلى والأفضل لدى المرأة، وهي فقرة الطبخ، حيث تستمد منها وصفات أفضل الطبخات''.

وأبان الأكاديمي الإعلامي في جامعة أم القرى، أن تلك البرامج تعرف المشاهد بشخصيات قد تكون مغيبة في برامج بقية اليوم، وهم شخصيات متخصصة في مجالات مختلفة طبية واقتصادية أو حتى مجتمعية، حيث عد تلك البرامج من المسببات الرئيسة في امتصاص الجوانب التي تكون ناقصة في شخصية المشاهد كالجانب النفسي، أو الاجتماعي أو الصحية وغيرها من الجوانب الأخرى.

من جهته قال خالد اللحيدان، المذيع في القناة السعودية، ''إن تلك البرامج لا بد أن تحمل صبغة مغايرة، حيث تتزامن عادة مع تقديم وجبة الإفطار وتتميز عادة بتنوع ملخصات الأخبار التلفزيونية والتقارير والمعلومات عن الأعمال وسوق الأوراق المالية، ويسلط الضوء على الرياضة (في بعض الأحيان)، والطقس والسفر للركاب والمرور، وتدرس كثير من البرامج التحول إلى مزيد من البرامج الترفيهية الموجهة لربة منزل، لتعكس الديموجرافية المتعلقة بأعمال المرأة واقتصادياتها في بعض الأحيان''.

وأفاد اللحيدان بأنه عادة يتم تعبئة الوقت بين قطاعات المعلومات مع مناقشة الأخبار الرئيسة، واستعراض أوراق العمل في اليوم نفسه، والأخبار والترفيه -وأخبار المشاهير وعلاقتهم بوسائل الإعلام، وتستضيف عادةً برامج الصباح المَعارض والشخصيات الإعلامية، وأبرز الفنون المتعلقة بتراث المناطق في المملكة.

وأشار اللحيدان إلى أنه على الرغم من هذه البرامج في كثير من الأحيان يتم إنتاجها من قبل وكالات الأنباء، إلا أنها تخضع لعملية مواءمة إعلامية لتوجيهها نحو عقلية المشاهد السعودي وتبيان حيثياتها، ويقدمها عادةً اثنان من المذيعين (ذكر وأنثى) على كراسي متعمقة في الديكور ومحاطة بمجموعة من ذوي الاختصاص.

وأوضح المذيع في القناة السعودية، أن برامج الصباح شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا في السعودية منذ عشرة أعوام حين ركّزت بشكل مقتضب وبدائي على التمارين واللياقة، وهو ما خلق أجواءً مسلية، وكل قناة تهتم بوجود برنامج صباحي يعي جيدا طريق المنافسة وأهمية تقديم أشياء متميزة وهو شغل شاق يتطلب فريق إعداد متقدم وناجح.

وأبان اللحيدان أن الصباح هو الوقت الذي يؤثر في أمزجة الناس، وهو توقيت حساس ينبغي التعامل معه بذكاء، ويجب أن يكون شيئا يستحق كل هذا العناء الذي يجعل الصباح أكثر جمالا وإشراقا في وقت يهرع فيه الجميع إلى المدارس والكليات، ونفترض أن الغالبية العظمى من النساء هن من يقمن بعملية المشاهدة والتفاعل، خاصةً في قطاعات مثل الطهي، والديكورات.

يذكر برامج الصباح عادة تستهدف الديموجرافية في المجتمع من فئة المقبلين على العمل والمدرسة، أو فئة الجالسين في المنازل من كبار السن، وقد عرف العالم هذا النوع من البرامج منذ 14 كانون الثاني (يناير) 1952، على شبكة التلفزيون الأمريكية NBC أي قبل 60 عاما، وما زالت تظهر إلى اليوم في عدة أماكن في العالم.

الأكثر قراءة