رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لا ينقذ البيئة.. إلا المبادرات

حقيقة مؤسفة أن الاهتمام بالبيئة يأتي ضمن آخر اهتمامات كثير منا في هذه الأيام. دول العالم المتقدم وعت مبكرا مقدار الخطر الذي يسببه الإنسان على البيئة وسنت القوانين والتشريعات، ودأبت في تثقيف الشعوب والمجتمعات بأهمية المحافظة على البيئة وتقليل التأثير البشري السلبي إلى حدود دنيا، حفاظا على الكون الذي نعيش فيه، خصوصا أنه يتعرض لكثير من التغيرات المناخية والكونية التي تهدد حياة البشرية.
في المملكة توجد برامج توعوية وجهات تهتم بالبيئة والحياة الفطرية، ولكنها تسير على استحياء، فلا هي التي ضغطت لاستصدار القوانين الرادعة، أو استخدمت التوعية المجتمعية للضغط على الشركات وقطاعات الصناعة للحد من استنزاف البيئة المحيطة.
برامج التعليم تكاد تخلو من أي برامج لتوجيه وغرس ثقافة حماية البيئة والمجتمع، وإن وجدت فهي عديمة النفع مقابل ما نراه كل يوم من استنزاف للبيئة الطبيعية وإهلاك لها بسوء استخدامنا. الأجيال الجديدة تنشأ على ثقافة اللامبالاة بأهمية البيئة والمحافظة عليها نظيفة وخالية من المهملات، وهذا سيفاقم المشكلة التي نعانيها.
الشركات وقطاعات التصنيع تتحمل عبئا كبيرا في ضعف الثقافة المجتمعية. فاستخدام مواد غير قابلة للتدوير، وإهمال عمليات إعادة التصنيع يسهم في تعظيم المشكلة، وتبقى البيئة المحيطة أسيرة لسوء تعاملنا معها، وستصل إلى مرحلة ثم تظهر لنا عواقب هذا الإهمال الرسمي والشعبي.
المنتزهات الطبيعية تئن بما تحويه من مخلفات بشرية لا تشوه المنظر العام فقط، ولكنها تؤسس لبيئات غير صحية تتكاثر فيها الأمراض والحشرات الضارة.
سن القوانين الرادعة يجب أن ينبع من جهة تتبنى هم المواطن وتراعي البيئة التي نعيش فيها وتحافظ عليها للأجيال القادمة، وفي ظل غياب مؤسسات تطوعية في هذا المجال فإن مجلس الشورى يناط به كثير من المسؤوليات لإطلاق مبادرات تشريعية ومجتمعية لخدمة البيئة والمحافظة عليها.
مؤسسات التعليم العالي والعام عليها دور يتعدى استضافة المؤتمرات وحلقات النقاش العلمية إلى المشاركة في تأسيس مبادرات تطوعية ومجتمعية بالتعاون مع شركات القطاع الخاص لتأصيل وتفعيل المحافظة على البيئة وحمايتها من إهمالنا.
مؤسسات الإعلام المرئي والمقروء يجب أن تساهم أيضا في خلق ثقافة توعوية بمشاركة نجوم المجتمع لزرع ثقافة حث عليها ديننا الحنيف.
بتكاتف الجهود سنصل إلى حل مرض -بإذن الله- في المحافظة على البيئة وحمايتها من الأخطار الصناعية وسوء الاستخدام لتبقى لنا بيئة نظيفة ونقية وتتسلمها الأجيال المقبلة وهي على حال أفضل مما نعيشه في هذا العصر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي