رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أنتم لا تعرفون

يصر صديقي محمد ــ وهو مسؤول تنفيذي في القطاع الحكومي، وسبق له أن عمل في القطاع الخاص ــ على أن 90 في المائة ممن يتصدون للنقد والكتابة في الموضوعات العامة في الصحف المحلية هم ممن لم يعملوا في الحكومة مطلقا، وبالتالي فإن أحكامهم ورؤاهم تأتي بعيدة عن الواقع. ويسترسل في تعليق طويل له أثناء حوار حول إشكاليات تشهدها قطاعات الخدمات في عدة وزارات قائلا: يحتاج كثير من الكتاب إلى الانخراط في دورة العمل الحكومي ليدركوا المتاح وغير المتاح، وكيفية التعامل مع هذا المتاح من أجل تحقيق جزء من المأمول.
الحقيقة أن هذا الجهل ليس قصرا على الكتاب، هناك أعضاء في الشورى أيضا يعانون هذا الجهل، وقد تابعنا في المجلس السابق أعضاء كانوا يطالبون رئيس جهاز بأن يعمد إلى تحويل الجهاز الذي يعمل فيه إلى وزارة، وكأن الأمر على حد فهم هؤلاء الأعضاء، خاضع لمزاج الشخص نفسه، وبالتالي يمكن أن يصحو في اليوم التالي ليعلن أن هذا الجهاز أصبح وزارة مستقلة.
هناك هيئات وافق مجلس الوزراء على إنشائها منذ بضعة أعوام، ولكنها لا تزال تكابد مشكلات الدراسات واللوائح والأنظمة، ولم تنطلق بعد.
الأمر نفسه ينسحب على أنظمة عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر نظام الرهن العقاري الذي يبدو أنه دخل أروقة وزارة العدل، ولكنه لا يزال عالقا هناك، رغم أنه نظاميا المفروض أنه تم البدء بتفعيله بعد 90 يوما من إقراره في مجلس الوزراء.
قلت لصديقي محمد: دورة العمل في إطار البيروقراطية الحكومية تحتاج إلى مرونة، هذه المرونة تتطلب من معهد الإدارة العامة أن يعكف على إيجاد حلول عاجلة تسهم في اقتراح قوانين وأنظمة تخفف حالة اليباس والجفاف التي أصابت مفاصل الجهاز الحكومي فأصبح يعاني البطء والترهل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي