«الشورى».. بين ورش العمل والجلسات العامة
مع بدء الدورة الجديدة لمجلس الشورى وانضمام وجوه جديدة إلى هذا المجلس في مختلف التخصصات، وبالذات في المجال الطبي، نريد أن نرى أسلوباً جديداً لعمل المجلس، فالجلسات الرسمية والمداخلات المحسوبة والاستماع الى تقارير الجهات الحكومية، ثم طرح أسئلة متوقعة على المسؤول في مشهد احتفالي، لم تأت بالنتائج المرجوة كاملة، لذا أقترح عقد ورش عمل، إلى جانب الجلسات المعتادة، يشارك فيها المختصون من أعضاء "الشورى" ومن غيرهم، خاصة بعض المسؤولين الذين تركوا الخدمة في قطاع معين ولديهم مخزون من الملاحظات والأفكار التي لم يؤخذ بها حينما طرحت وهم على رأس العمل.. وربما هم الآن أقدر على قولها بشكل أكثر صراحة. ولتبدأ ورش العمل المقترحة بمعالجة قضايا كثيرة كالبطالة والإسكان والتعليم والشأن الصحي، الذي يكثر الحديث هذه الأيام عن القصور في خدماته وعن الأخطاء القاتلة التي تحدث في مستشفيات القطاعين العام والخاص، نظراً لأهميته التي جعلت الدولة ترصد له أكبر الميزانيات، ومع ذلك فإن أول مطلب لكل من يبتلى بالمرض أن يسافر إلى الخارج للعلاج. والسبب الآخر الرغبة في إخراج الحديث العلمي عن الشأن الصحي من الغرف المغلقة إلى ورش عمل توثق ما يطرح فيها من وقائع ومعلومات إحصائية عن سائر أنواع الأمراض وانتشارها في بلادنا. وكون ذلك يتم في موقع محايد وهو مجلس الشورى فلا مجال للقول إن وزارة الصحة تجمل الصورة أو تتلاعب بالإحصائيات والحقائق، ولا القول أيضاً إن الإعلام يتحامل على الوزارة أو يبالغ في طرحه وعرضه للمشكلات الصحية أياً كان نوعها.
وسيكون المواطن أكثر ثقة في النتائج التي تتوصل إليها ورش العمل تحت قبة "الشورى"، حيث تختلف عن المؤتمرات والجلسات الرسمية لأن الأولى تعتمد على البحث المتعمق والثانية تقوم على الخطابات والكلمات المتعارف عليها في المؤتمرات التي يغلب عليها طابع النقد والإثارة الإعلامية.
وقد يقول قائل: وما تلك الموضوعات التي ستطرح للبحث في الشأن الصحي؟ وهنا أحيل ذلك السؤال إلى الأطباء من أبناء هذه البلاد وهم كثر، وقد سمعناهم أكثر من مرة في جلسات خاصة يحذرون من انتشار مرض السكري الذي ربما وصلت نسبة المصابين به إلى 28 في المائة، ولدى هؤلاء الأطباء مقترحات للحد من انتشار هذا المرض، وقد طرحت على مستوى دول الخليج العربي ولم يؤخذ بها، ومثل ذلك بالنسبة لأمراض القلب وتصلب الشرايين ونقص فيتامين (د)، وغيرها من الأمراض التي أخذت تنتشر بشكل مخيف وتسبب الموت المفاجئ.
وأخيراً: العيادات الطبية الأولية هي خط الدفاع الأول ووضعها الحالي لا يسر وتطويرها وتوفير الإمكانات لها كفيل بإحداث فرق كبير في الخدمات الطبية، كما أن تطوير أساليب التشخيص الذي يعد النقطة الأضعف في المشهد الصحي لدينا والتأمين الطبي للمواطنين موضوعات لها أهميتها أيضاً، وهي برسم البحث في ورش العمل المقترحة أن قدر لها أن ترى النور، للتأكيد على زيادة اهتمام مجلس الشورى بالقضايا المهمة في الشأن المحلي.