سر النصر الخفي
كتبت المقالة قبل أن أعرف مع مَن باتت كأس ولي العهد، ليلة البارحة، بسبب توقيت إرسالها، وهو أمر يضع الكاتب في حيرة، كونه سيكتب بخلاف حديث الشارع الرياضي في اليوم التالي، ولكن سأظل قريباً من حدث له تداعياته منذ أسبوع مضى، وشأنه متعلق بأحد طرفي النهائي، فريق النصر أو العالمي، كما يحلو لعشاقه تسميته بذلك، وكيف تسنى له تسجيل لاعبه اليوناني في سابقة تسجل للفكر الاحترافي الإداري في النادي؛ ومع انشغال وسائل الإعلام بالقضية واستحضار الخبراء من كل مكان لتقديم خبر صادق وتحليل مبني على اللوائح المتبعة لدى ''الفيفا'' عن صحة هذا الإجراء، ولم تنجلِ غمامة القضية إلا حين استضافت قناة لاين سبورت وكيل التعاقدات محمد الخليفة الذي أوضح وأبان الحقيقة كاملة، وأنه قدم النصيحة ذاتها لنادي الوحدة في تسجيل لاعبين محترفين عاطلين، كي يتسنى لهم اللحاق بالركب، ولأن التجربة والفكرة جديدة لم توجد الشجاعة الكافية لإتمام ذلك، فتلقفها الفريق النصراوي ونجح في تعويض لاعبه المصاب ببديل آخر يكمل المسيرة، فهل الفكرة كانت من بنات أفكار وكيل التعاقدات؟ أم أن لدى النصراويين مستشارهم الخاص الحاذق الذي وجههم مباشرة للتخاطب مع الاتحاد الدولي وأخذ الإذن الصريح منه؟ في خطوة أخرى تستحق الوقوف والتأمل كون الهدف منها تجاوز إحراج لجنة الاحتراف المحلية وحمايتها بوضعها أمام الأمر الواقع من أعلى سلطة رياضية في عالم كرة القدم، وأعطت إشارات بأن العمل والفكرة مشتركة بين النادي والوكيل، فخالد بوغرارة لم يكن دوره سوى قوة علاقاته بالاتحاد الدولي، وبالتالي سرعة إنجاز المعاملة وبقية العمل تمت تقاسمها بين النادي والوكيل المحلي في نجاح يسجل لكل هذه الأطراف.
هذه التأملات في مسيرة الفريق الأصفر منذ فترة، تجعلنا نتساءل ونسأل عن سر التغير الملحوظ في النهج داخله في الفترة الأخيرة، فالسياسة الإعلامية لم تعد عدائية هجومية وحسين عبد الغني تمت إعادة تشكيله كقائد وموجه، والتعاقدات آتت أُكلها ووضح تأثيرها في أداء الفريق وتناغمه؛ فمن عدل البوصلة؟ أم أن رئيس النادي قد صقلته التجربة وأكسبته الخبرة اللازمة للعبور بالفريق للتوهج من جديد؟
في علم الإدارة تقويم اعوجاج أي نمط سائد خصوصا متى كان الضعف مستفحلاً ومزمناً، أمر صعب جداً بل يكاد يصل لدرجة المستحيل، ولهذا يلجأ الغالبية إلى استحداث نمط مختلف في الطريقة والهوية, أما في النصر فقد نجحت عملية التبديل مع بقاء ثوابت كثيرة لم تطلها يد التحديث والتطوير وهو جهد تقدره وتشكره جماهير الفريق العاشقة.
متفرقات
- الاتحاد يتهاوى: الوحدة تسقط الاتحاد في ملعب الشرائع في أول فوز لها هذا الموسم, كانيدا يهرب من المؤتمر الصحافي وجمال عارف يردد المدرب وقع معه أحمد محتسب وليس الرئيس؛ أشياء كثيرة تدل على أن الفريق يعاني ويعاني والإدارة ما زالت غير قادرة على الوقوف والقيام باحتياجاته وإعادة هيبة النمور التي فقدت وبشكل كبير, فهل من وقفة صادقة من أعضاء شرفه تعيد ما فقده؟
- الرائد الموسم المقبل: ملامح الرائد في الموسم المقبل يجب أن تتشكل من الآن، فرحيل فهد المطوع يجب ألا يترك فراغاً وإلا فإن مآل الفريق سيكون نسخة مكررة من جاره حزم الصمود, ويجب أن تكون البداية من الحفاظ على عقود اللاعبين وحمايتها من الانفراط.
- رجال مواقف: أثبت لاعبو الحزم قوة صبرهم ومحبتهم للفريق وهم يسجلون فوزهم على فريق الباطن بالرغم من تأخر مرتباتهم بشكل بلغ سبعة أشهر, فالواجب على إدارة النادي سرعة التحرك من أجل تقديم شيء يوازي هذه التضحية.
- الخاتمة: لكي تخلص المجموعة من أخطاء الماضي, عليك أن تحملهم على أن يروا الأشياء من منظور مستقبلي.