محمد رمضان الصوت الجهور .. جفاه الرياضيون وتناسوه
هو أحد شواهد الزمن الجميل لرياضتنا السعودية، عاصرها لاعبا وإداريا، ومعلقا حتى أعلن اعتزاله بعد أن داهمه المرض لتخفي الشاشة الفضية عن مسامعنا صوتا امتزج بالعفوية والصراحة المطلقة والانفعال الصادق من حنجرة أقدم معلق رياضي سعودي، هو محمد رمضان.
ولد في حارة الباب في مكة المكرمة قبل 77 عاما، وعاصر سنوات تأسيس الرياضة السعودية -لاعبا وحكما وصحافيا ومعلقا وإداريا- ودرس في الكُتاب وأروقة الحرم والتحق بمدرسة الفلاح ومنها إلى تحضير البعثات ثم اتجه إلى جامعة الملك سعود ليكون من أوائل طلبة العلوم السياسية، لكن الهوى الرياضي غلب على مسيرته رغم وجوده في ديوان مجلس الوزراء وشدته خطاه نحو الرياضة فلعب على مسيرته. فرغم وجودي في ديوان رئاسة مجلس الوزراء في تلك الفترة، إلا أن خطواتي شدتني نحو الرياضة.
يقول محمد رمضان: بدأت حياتي الرياضية باللعب في حواري مكة المكرمة وتحديدا في حارة الباب، مع زملائي وأبرزهم ناصر بن جريد، ومن ثم انطلقت باللعب مع نادي النصر في مكة المكرمة، حتى أنهيت دراستي الثانوية.
وتوجهت إلى مدينة الرياض والتحقت بكلية التجارة في أول دفعة تدرس في هذه الكلية، وذلك نظرا لعدم وجود جامعات في منطقة الحجاز في ذلك الوقت. وعن بداياته في تعليق يوضح محمد رمضان قائلا: إنه "كنت أذهب إلى استوديو المدرسة في جبل هندي وكان حينها يدرسنا الأستاذ الكبير طاهر زمخشري رحمه الله، وأحاول أن أتخيل نفسي مذيعا على إحدى المباريات، خصوصا مباراة الوحدة والاتحاد، كونهما قطبا الغربية في ذلك الوقت، وعندما سمعه فتح له زمخشري الطريق ليعلق على أول مباراة في حياته الرياضية بين الوحدة وفريق يسمى الشبيبة السعودية، بحضور الأمير الراحل عبد الله الفيصل، وهذه أول مباراة يعلق عليها في بداية مشواره.
وساهم رمضان في نشأة الرياضة السعودية منذ عقود خلت، ولم تكن من خلال صوته، بل من خلال مناصب تقلّدها في مراحل متباينة ومن أهمها مدير مكتب رعاية الشباب في مكة المكرمة وأمينا عاما لنادي الهلال لمدة عشر سنوات ورئيسا للنادي في الثمانينات، ومناصب أخرى أثبت فيها أن الرياضة عشق يجري فيه مجرى الدم.
ويعيش المعلق الرياضي الكبير محمد رمضان حالة من الجفاء والنسيان من أغلب الرياضيين رغم الظروف الصحية التي يمر بها، حيث أجرى عملية جراحية لاستئصال إحدى الكليتين بعد إصابته بمرض السرطان في أحد المستشفيات في ألمانيا، وكانت زوجته هي الأخرى قد أجرت عملية جراحية بعد إصابتها بسرطان الثدي، وقد أبدى امتعاضه من تجاهل الرياضيين، مؤكدا أن هذا الجفاء من الرياضيين أدخله في حالة نفسية سيئة، وجاءت بمثابة الألم المضاعف له. الوحداوي الكبير عبد الوهاب صبان علق بالقول: إنه لا يعلم عن مرض المعلق رمضان، وأنهم كوحداويين ناقشوا تكريمه قبل أسبوع باقتراح من غزالي يماني، ووجدت الفكرة تأييدا بالإجماع، وأشار الصبان إلى أن من واجب الوحداويين الاطمئنان عليه، مبينا: (لا شك أن المبدع محمد رمضان له مكانة خاصة في قلوبنا، وسيبقى كذلك).