تحسن مستوى تفاؤل الأعمال رغم مواجهة نمو الاقتصاد العالمي لرياح معاكسة
أوضح البنك الأهلي التجاري ودان آند براد ستريت لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة عن نتائج تقرير الربع الأول لعام 2013 لمؤشر البنك الأهلي ودان آند براد ستريت للتفاؤل بالأعمال في السعودية. تم إجراء مسح مؤشر تفاؤل الأعمال للربع الأول من عام 2013 في كانون الأول (ديسمبر) من عام 2012. ويتوقع أن يشهد عام 2013 تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، حيث تظل العديد من دول الاتحاد الأوروبي تعاني الركود الذي سيؤثر في نمو اقتصاداتها. وسيشهد اقتصاد الاتحاد الأوروبي عاماً آخر من التراجع نتيجة لأن التقشف القاسي في الجزء الجنوبي من الاتحاد سيؤثر سلباً في النمو الاقتصادي في الجزء الشمالي منه. كما أن الدول الأوروبية التي تعاني أزمة ديون سيادية حادة شهدت المزيد من التوغل في الركود الاقتصادي، وأصابتها ديناميكيات الهبوط الحلزوني من بطالة، وطلب كلي ضعيف، متفاقمة بتقشف وتشدد مالي، وأعباء دين عام عالية، وهشاشة القطاعات المالية. ووفقاً للبنك المركزي الأوروبي، سيتقلص اقتصاد المنطقة بمعدل 0.3 في المائة في عام 2013. ويتوقع أن تشهد الولايات المتحدة بعض النمو الاقتصادي في عام 2013، بيد أن النمو الاقتصادي سيكون مرهوناً بنتائج الجدل حول السياسة المالية، حيث يتوقع تطبيق بعض إجراءات خفض الإنفاق وزيادة الضرائب. وعلى الطرف الآخر، يبدو أن اقتصاد الصين قد تفادى الهبوط الحاد الذي توقعه الكثيرون، بل على النقيض من ذلك، يتوقع أن ينمو اقتصادها بمعدل 8 في المائة في عام 2013. هذا في حين أن اليابان، التي تقهقرت إلى ركود اقتصادي، تأمل أن تعيد الحياة في اقتصادها بجولات جديدة من الحوافز بعد أن تولت حكومة جديدة مقاليد الحكم في البلاد.
وامتدت آثار المحن الاقتصادية التي تعانيها الدول المتقدمة إلى الدول النامية والاقتصادات الناشئة من خلال ضعف الطلب على صادرات هذه الأخيرة والتقلبات الحادة في تدفقات رأس المال وأسعار السلع. أيضاً تنشأ المخاوف إزاء النمو الاقتصادي في هذه الدول من تباطؤ نمو الاستثمار محلياً. غير أن صادرات النفط في غربي آسيا حققت معدلات نمو مرتفعة، مدعومة بسياسات مالية توسعية وأوضاع نقدية ملائمة. وتمكنت هذه الدول من الاستفادة من العائدات المتحققة بفضل ارتفاع أسعار النفط للمحافظة على النمو الاقتصادي في بيئة اقتصادية عالمية فاترة. ووفقاً لصندوق النقد الدولي، نما اقتصاد كتلة مجلس التعاون الخليجي بمعدل 7.5 في المائة في عام 2012، ولكن يتوقع أن يتباطأ النمو إلى 3.75 في المائة في عام 2013 نظراً لأن إنتاج النفط بلغ سقفه الأعلى.
ويعلق براشانت كومار، من الإدارة العليا ومستشار لدى دون برادستريت لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة على نتائج المسح فيما يلي: ''تحسن مستوى التفاؤل في أوساط الأعمال السعودية للربع الأول من عام 2013. وأوضح مسح تفاؤل الأعمال للربع الأول من عام 2013 مستويات أعلى من التفاؤل مقارنة بتلك المسجلة في ربع السنة السابق. وشكّل توافر العمالة الماهرة المطلوبة مصدر قلق رئيسيا لمعظم منشآت الأعمال في غير قطاع النفط والغاز وأيضاً في قطاع النفط والغاز. ونظراً لتحسن تفاؤل الأعمال، تخطط معظم منشآت الأعمال في قطاع النفط والغاز والقطاعات الأخرى للاستثمار في توسعة الأعمال خلال الربع الأول من عام 2013''.
من جانبه قال الدكتور سعيد الشيخ، نائب أول الرئيس وكبير الاقتصاديين لمجموعة الأهلي على نتائج المسح مصرحاً: ''يشير مؤشر التفاؤل للربع الأول من عام 2013 إلى زيادة أعداد الشركات التي تتوقع تحسن الأعمال في المدى القريب، حيث إن كل المكونات للمؤشر شهدت ارتفاعاً، إلا أنه كان بمستويات مختلفة ما بين القطاعات غير النفطية. كما أن توقعات المشاركين في المسح للقطاعات غير النفطية لحجم المبيعات اتسم بالقوة مع اتساع التوقعات لأسعار البيع. ومقارنة بالربع السابق، فإن عدد الشركات التي تتوقع عوامل سلبية تجاه أعمالهم قد انخفضت في الربع الأول من عام 2013. وبينما عكست نتائج المسح على شكل واسع حالة الرضا لأصحاب الأعمال بخصوص السياسة المالية التوسعية لعام 2013 والتي استمرت لتركز على الإنفاق على مشاريع البنية التحتية والاجتماعية، يبقى القلق الرئيس للأعمال هو توافر العمالة الماهرة الكافية وكذلك العوامل التضخمية. إضافة إلى ذلك، فإن آفاق التحسن تغذي حماس الشركات، حيث إن النتائج تشير إلى استمرار الشركات في الاستثمار لتوسعة الأعمال''.