«باناسونيك»: نمو توليد الطاقة في السعودية 8 % سنوياً ينذر بالخطر
أوضح مدير عام باناسونيك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نوريهيرو أوهارا لـ ''الاقتصادية، أن السعودية تشهد حالياً ارتفاعاً مضاعفاً في الطلب على توليد الكهرباء، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن معدل نمو الطاقة بنسبة 8 في المائة سنويا ينذر بالخطر، مؤكدا أن استهلاك الطاقة السكنية يستخدم لتكييف الهواء والتهوية والتسخين، وهنا تسعى الشركات العالمية إلى تعزيز سبل توفير الطاقة مع حماية الموارد الطبيعية للبلاد، وتقديم حلول مبتكرة كفيلة بزيادة استدامة وكفاءة وسائل الطاقة ومصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المستهلك المحلي.
ويأتي أحد تلك الحلول وهي التقنيات الخضراء (صديقة البيئة) إحدى أهم الركائز في توفير بيئة صحية أكثر نقاء التي أشار إليها أوهارا، قائلا:'' ستجد مواصفات المنتجات الخضراء تختلف كلياً أو جزئياً عن مثيلاتها العادية، حيث تتم مراعاة عدد من الأمور؛ مثل: استخدام خامات يمكن إعادة تصنيعها، والحفاظ على الحد الأدنى من الانبعاثات السامة أو مستوى تلويث الهواء، وغيرها وإذا ما كان هناك توجه لتصنيع منتجات صديقة للبيئة فيجب أن يكون مصحوباً بالتزام تام باعتماد أعلى مستويات الجودة الممكنة. ونحن في ''باناسونيك'' معروفون بالتزامنا بهذا المبدأ ولن نحيد عنه، ويتأكد هذا الالتزام بشكل أكبر من خلال منتجاتنا الخضراء التي تجسد المعايير العالية والتي نعتمدها للمشاركة في تطوير وتعزيز نمط الحياة الخضراء.
#2#
وكانت ''باناسونيك'' قد شاركت لأول مرة في معرض ومؤتمر HVAC كونفكس 2013 الذي انتهت فعالياته أمس في فندق الفيصلية في الرياض، موضحة أن المنطقة تواجه طلباً مستمراً وحاداً على الطاقة المنتجة محلياً، من الضروري أن تعمد المنطقة إلى إيجاد وسائل جديدة أو مطورة لضمان استدامة مصادر، وتحقيق أهدافها في المحافظة على هذا النهج لأطول مدة ممكنة، وذلك من خلال التقنيات الخضراء بهدف الحد من الأثر البيئي لعملياتها إلى أقصى حد ونشر التقنيات والأفكار التي نبعت من الجهود المبذولة في هذا الصدد.
معرفة أم تقنية؟
يقول الدكتور داخل حسن جريو مستشار في التعليم التقني إن التقنية الخضراء تعنى بتطبيق المعرفة العلمية لتحسين العلاقة بين دور التقنية وتأثيرها في البيئة والموارد الطبيعية، فهي تهدف إلى حماية البيئة من انبعاثات الكربون والاحتباس الحراري، وتسعى لترشيد الطاقة، واعتماد مصادر بديلة للطاقة التقليدية، وتصاميم صديقة للبيئة في المباني، وتصنيع المنتجات التي تسهم في الاستدامة والحفاظ على البيئة، وعدم استنزاف الموارد الطبيعية وإعادة تدوير النفايات بهدف الاستفادة منها في أغراض شتى. ففي مجال المباني مثلا تهدف التقنية الخضراء إلى استخدام المواد القابلة للتجديد والاستفادة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، كاستخدام الألواح الشمسية لتجميع الطاقة الشمسية للتدفئة والتبريد، تعرف هذه المباني بالمباني الخضراء التي شاع استخدامها في الكثير من البلدان، ويهتم الكثير من أقسام الهندسة المدنية والمعمارية في الجامعات بتصاميم المباني الخضراء وتدريسها لطلبتها بوصفها مباني المستقبل.
فيما تشير ويكبيديا الموسوعة الحرة إلى أن مصطلح البناء الأخضر يشير إلى بناء وتصميم وتشييد واستنارة بطريقة مستدامة وفعالة، إذ تعتمد المباني الخضراء على تقنيات البناء التي تراعي البيئة في المواد المستخدمة واستهلاك الطاقة والاستدامة، ومنها ما يعتمد على المواد الأولية في البناء، ويحرص على استخدام ما هو في محيط بيئة المكان، ومنها ما يعتمد على تقنيات حديثة للحفاظ على الطاقة وتوليدها وإعادة تدويرها باستخدام حلول متقدمة تعتمد على الطاقة الشمسية، والمياه المستصلحة، ومصادر الطاقة المتجددة لتحسين نوعية البيئة للمباني والحد من التأثير السلبي في النظام البيئي.
المولدات تستخدم لتحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية، والتوسع في إنتاج مصابيح الإضاءة الموفرة للطاقة الكهربائية، ويتوقع بعض الخبراء الاقتصاديين أن يصل حجم مبيعات القطاع الأخضر في ألمانيا التي تعد رائدة في هذا المجال إلى مليار يورو بحلول عام 2030.
نانو خضراء
وفي مجال علوم وتقنية النانو، تم تطوير تقنيات نانو خضراء نظيفة للحد من المنتجات البيئية والمخاطر على صحة الإنسان المرتبطة بتصنيع واستخدام منتجات وتقنيات النانو، والتشجيع على الاستعاضة عن المنتجات القائمة بمنتجات نانوية جديدة أكثر ملاءمة للبيئة.
وفي قطاع تقنية الاتصالات والمعلومات برز مصطلح تقنية الاتصالات والمعلومات الخضراء، حيث تشير الدراسات إلى أن هذا القطاع يتسبب في انبعاث 2 في المائة من غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، لذا تبذل الشركات العاملة في هذا القطاع جهودا حثيثة للحد من انبعاثات الكربون، والمساهمة في تحقيق بيئة نظيفة مستدامة عبر وسائل تقنية الاتصالات والمعلومات الخضراء.
وتعد الصين من الدول الرائدة في مجال التقنية الخضراء، حيث إنها أنشأت مشروعا رائدا في مجال التقنية الخضراء يعرف بمشروع الوادي الشمسي الذي يعد مقابلا صينيا لوادي السليكون المعروف في الولايات المتحدة. تبلغ تكلفة هذا المشروع 740 مليون دولار أمريكي، ويشتمل على مصانع ومراكز بحوث وشوارع مضاءة بالطاقة الشمسية وتسخين مياه وتدفئة وتبريد مبان بواسطة الطاقة الشمسية. وتعد مدينة ديجو الصينية وضواحيها التي يبلغ تعداد سكانها نحو 5،6 مليون نسمة مدينة الصين الشمسية ومركز صناعة التقنية الخضراء. استثمرت الصين في العام الماضي نحو 34 مليار دولار في معدات التقنية الخضراء، وهو ما يعادل ضعف ما أنفقته الولايات المتحدة في هذا المجال.
وتشير دراسة أصدرتها أخيرا مؤسسة جوجل إلى وجود ثمة علاقة قوية بين التقنية الخضراء والاقتصاد، حيث بينت الدراسة أن اعتماد ابتكارات كافية تقوم على أساس التقنية الخضراء ومرتبطة بسياسات طاقة راسخة سوف تضيف الولايات المتحدة بحلول عام 2030 نحو 244 مليار دولار إلى الناتج السنوي المحلي الإجمالي، ونحو مليوني فرصة عمل، وتوفير تكاليف الطاقة المنزلية بمقدار 995 دولارا لكل أسرة سنويا. ولأجل تشجيع البحوث والدراسات في مجالات التقنية الخضراء المختلفة، فقد استثمرت مؤسسة جوجل أكثر من 780 مليون دولار في تقنيات ومشروعات في مجال الطاقة الخضراء بما فيها مجموعة من المزارع لإنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إضافة إلى رصد صندوق بقيمة 280 مليون دولار لتمويل منشآت الطاقة الشمسية السكنية. كما أشرفت مؤسسة جوجل على استثمارات في مجال تقنية السيارات التي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية والكهربائية.