رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الاستفزاز الإيجابي.. بين كتاب الرأي!

كتاب الرأي هم لسان حال المجتمع.. وهم ما يميز مطبوعة عن أخرى، بعد أن أصبحت الأخبار في متناول الجميع عبر الفضائيات ووكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي.. وكم من إصلاح تم بناءً على مقال صادق ونقد هادف وإن لم تتكرم الجهة التي بادرت بذلك إلى الإشارة لمن قرع الجرس، ولو ذكرت أمثلة معينة لضاق المجال في هذه المساحة المحدودة .. وكتاب الرأي في هذا الوقت بالذات في حاجة إلى التنسيق فيما بينهم، حيث يكمل بعضهم بعضاً في طروحاتهم المفيدة .. وهذا ما سماه الزميل العزيز سلمان الدوسري في مقاله يوم الثلاثاء الماضي (الاستفزاز الذي لا ضرر منه) .. أو الإيجابي كما قال لي في مكالمة هاتفية.. وقد تناول في مقاله (من يشاهد القنوات السعودية) ما سبق أن طرحته في مقالي الموجه لرئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، ولكن مقاله تميز بوضع النقاط على الحروف وبطرح اقتراحات محددة حول البرامج المطلوبة من المشاهد السعودي في زمن ما بعد (الربيع العربي)، ولعل أكثر ما "استفزني إيجابياً" من هذه المقترحات أن يكون هناك تقرير أسبوعي بعد انعقاد مجلس الوزراء، يشرح معطيات قرارات المجلس وأثرها في الوطن والمواطن.. وهي مهمة "كما قال الزميل الدوسري" لن تستطيع القيام بها إلا قناة حكومية سعودية.
وعودة إلى موضوع التكامل بين كتاب الرأي .. لا بد من إيجاد وسيلة لإطلاع أكبر شريحة ممكنة منهم على أهم المقالات التي تنشر، وربما يكون ذلك ضمن مهام "جمعية كتاب الرأي"، حيث تضع على موقعها الإلكتروني عناوين وروابط لمقالات الكتاب المنتظمين في الكتابة، فلا يكرر بعضهم ما كتبه الآخر إلا بإضافة أو تصويب أو نقد هادف.. وبهذا يتحقق التفاعل الإيجابي الذي يثري ساحة مقالات الرأي التي يلاحظ نشاطها، وكم نتمنى استثمارها لمساحة حرية التعبير المتوافرة في طرح قضايا جوهرية بدل أن تتجه الأقلام إلى القضايا الجانبية التي أشغلت إعلامنا وعلماءنا ومفكرينا، وقسمت مجتمعنا إلى أقسام متضادة على طريقة "إن لم تكن معي فأنت ضدي"، وهي طريقة غريبة ودخيلة على مجتمعنا المتسامح الكريم.
وأخيرا: لو عدت لكتابة مقالي للأسبوع الماضي مرة أخرى لأضفت له أن جودة الإعداد لبرامج الإذاعة والتلفزيون هي المشكلة في جميع دول العالم.. وهي التي تصنع النجاح أو الفشل لأي برنامج، ولذا فإن استقطاب المعدين الجيدين وتنظيم دورات محلية وخارجية لصقل مواهبهم وإطلاعهم على تجارب الدول المتقدمة، هي الخطوة الأهم لتغيير واقع الإذاعة والتلفزيون السعودي.. كما أن برامج "الواقع" التي تتناسب مع مجتمعنا ستكون جاذبة للمشاهد، خاصة من الأسر التي تتابع مثل هذه البرامج على مدار الساعة حسب تجارب محدودة لبعض القنوات الناشئة التي لا تملك الإمكانات المادية والإدارية التي تملكها هيئة الإذاعة والتلفزيون في ظل تشكيلها الجديد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي